ضيف الله نافع الحربي  

تغير رتم الحياة ، وتغيرت الكثير من ملامح العادات والسلوك المجتمعي ، وهذا أمر طبيعي في جميع المجتمعات بل هو في أحيان كثيرة صحي يعمل على التجديد الإيجابي مالم يتجاوز المساحات الآمنة التي ينمو داخل نطاقها التغيير الفردي والمجتمعي أيًا كان مجال ذلك التغيير فهو مباح مالم يكن فيه مساس بالقيم والمبادئ والتي لاتزال بفضل الله ثابتة وراسخة لأن مجتمعنا يُدرك جيدًا عواقب الخلل حين تتغير المبادئ والقيم التي تبني هوية المجتمع فنجد الحرص العام على ضرورة أن تكون قيمنا بعافية تامة ، وهذا ” ما جعلنا بخير ” ، في تماسكنا وفي سلوكنا و في عاداتنا ما شكل ثقافة مجتمعية سعودية أصيلة مُمتدة الجذور وكأنها تستقي جودتها مما كان عليه بُناة هذا المجتمع المتبن ، وما دعاني للحديث عن هذا التأكيد على المسؤولية التي تقع على عاتق كل فرد منّا في الحفاظ على ثبات الرتم القيمي وعدم الإنصياع للأصوات السلبية التي تدّعي ذوبان بعض القيم أو تخلي البعض عنها وهذا مخالف لواقعنا الذي لازال قويًا بحرصنا على أن يبقى المجتمع نقيًا ناصعًا بالتسامح والتعايش والرحمة والكرم والتقدير ونجدة الملهوف والوقوف إلى جوار كل من يحتاج المساندة والعون كجزء من ديننا وثقافتنا التي قدمتنا للعالم بجمال ما نحن عليه من ترابط له ميزاته التي تميزه عن بقية المجتمعات ، ومن بحث داخل المجتمع عن هذا سيجد صور مشرقة رُبما لم تأخذ حقها من الانتشار لرغبة أصحابها في أن تبقى خبيئة وسرًا بينهم وبين الله ، وفي هذا السلوك بُعد قيمي آخر ، يؤكد على عمق الخير ، و الأهداف النبيلة التي وضعها إنسان هذه الأرض ليحقق من خلالها رغبته في مواصلة العطاء الذي انعكس واقعًا على الحياة الاجتماعية في السعودية تحديدًا ، لهذا نقولها دائمًا نحن بخير مادام الخير ينبض في مجتمع تربى على الخير وعلى القيم التي صنعت منه مجتمعًا له قيمته وقيمه .

همسة : 

التغيير حق مشروع والحفاظ على القيم واجب مفروض .