||
ضيف الله نافع الحربي
عند البعض انقضى العيد زمانًا ، لكن أثره باق لم ينتهي ، وعند آخرين انتهى مع آخر أيامه وكأنه جزء مبتور من العمر بعد ما مروا عليه مرور العابرين المُنهكين ، وخرجوا منه بلا أثر ، وكل منهم عاش العيد بثقافته ، ولكن من خرج منه كما مر عليه فقد فرّط في فرصة ثمينة كان سيعيش من خلالها تجربة شعور مختلف ، وفوّت على قلبه ارتشاف السعادة التي ينشدها ، وتفصيل هذه السعادة قد يستغرق وقتًا طويلًا لشرحها قد لا تتسع له مساحة المقالة ، واسألوا عن ذلك أولئك الذين انتظروا العيد واستعدوا له بالجديد مظهرًا ، وجوهرًا ، وحبًا ، وعطاءً ، كيف نجحوا في إظهار صورهم الإنسانية الأنيقة ، وكيف تجاوزا ما يُثنيهم عن ذلك ، وكيف كانت أيام العيد ذاكرة مستقلة احتفظت بكل جميل يُرتجى ، وكل شعور صُنع بقلوب مختلفة نابضة بالحُب مُشعة بالسلام ، ثُم اسألوهم كيف هي قلوبهم بعد العيد ، وستجدون الجواب أثرًا يظهر على وجوههم وسلوكًا تُشير بوصلته إلى نقطة تحول أحدثت التغيير الأنيق .
جميعنا سُعداء مُبتهجين بما كان لنا في تلك الأيام القلائل ،و بالمكتسبات التي ظفرنا بها لاسيما على مستوى العلاقات الإنسانية ، والتي جددنا من خلالها الوصل ، واسقينا جذور تلك الأواصر بسقاء الحُب ، عانقنا ، وصافحنا ، و عبرنا عن المشاعر بصوت مرتفع ، وكأن أيام العيد تُمطر شوقًا للوجوه والذكريات ومن تربطنا بهم مشاعر أنهكها البعد وحالت دون الارتواء منها المسافات ، وهذه هي نفحات العيد ولمساته الحانية ، التي جمعت القلوب على شعور واحد ، ومن شذ عن هذا الشعور فعلى بهجته السلام ، وعلى خسارته تُرفع أصوات الحسرة . ولا أجد ما يُختم به العيد أجمل من عبارة ” كل عام وأنتم بخير ” التي حمّلناها أمنياتنا لمن نُحب ودعواتنا لهم بإمتداد ما يحبون على أمل أن يعود علينا وعليهم كل عام ونكون وإياهم ” من العايدين ” بإذن الله .
همسة :
كل عام ونحن وأعيادنا بخير .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020