||
ضيف الله نافع الحربي
من الطبيعي تزدحم على الإنسان المشاغل ، وتتغير الأولويات ، وتضيق مساحة الوفاء بالأساسيات ما يؤثر بشكل مباشر على حياته ، و ربما يأتي من ينسب هذا لسوء التخطيط أو ضعف إدارة الوقت ، وقد يكون ذلك ، لكنه ليس شرطًا ، فالمهام تختلف من شخص لآخر ، وفي أحيان كثيرة يجد أحدنا نفسه أمام سيل متدفق من تلك المهام لايستطيع أمامها إلا أن يستنزف من وقته الخاص حتى يسيطر على تلك الفوضى القصرية المفاجئة التي لابد أن يتعامل معها بكامل طاقته ، و بنسبة عالية ينجح الأذكياء في إدارة تلك الأزمة وإن كان مقابل ذلك يدفع الثمن باهظًا من وقته وراحته وصحته ، لكنه مع كل نجاح أمام هذه التحديات ، يتحول مع الوقت إلى بيت خبرة في إدارة مثل هذه الطوارئ سواء كانت على مستوى الأسرة أو العمل أو التجارة .
لكن الفشل الحقيقي في مثل هذه الحالات هو الاستسلام و ( التباكي ) وتسخير الجهود لمحاولة إقناع من حوله أنه لايملك الوقت ولا الجهد أمام ماحل به من مهام لايستطيع إنجازها شعب بأكمله ، وكأنه يقول إن فشلت فأنا معذور ، وبالتالي سيفشل بكل تأكيد لأنه يفتقد الرغبة في أن يكون بقدر المسؤولية التي تطلبت منه أن يكون بحجم الحدث لكنه فضّل أن يُدير ظهره لواجباته وحياته التي لن يُديرها سواه ، كثير من الناس إن لم يمر بهذه المرحلة سيجد نفسه أمامها في يوم من الأيام ، لهذا التهيئة والاستعداد والمهارة هي أدوات الطوارئ التي نتغلب بها على مثل هذه المضائق الخطرة التي تتطلب حسن قيادة وإدارة ناضجة مُشبعة بالخبرة لتجاوز كل تدفق غير متوقع للمهام و الواجبات والفرص الثمينة التي غالبًا لا تأتي إلا ووقتك مُمتلئ تمامًا فإما أن تقتنصها وتوفيها حقها وتظفر بها أو تتحجج بضعفك وتتراكم خسائرك غير المبررة .
همسة :
النجاح أن تعمل في اتجاهات متعددة بتركيز عالِ .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020