||
ضيف الله نافع الحربي
في ظل الأنانية السياسية التي تنتهجها بعض الدول ، وضيق أفق المصالح الناجمة عن قصور الرؤية السياسية ، تصدرت المملكة العربية السعودية المشهد العالمي بفكر سياسي يملك أدوات التأثير والثقة ، بعد أن عجز العالم بدوله الكبرى والصغرى في التعامل مع الحدث الأهم خلال السنوات الماضية والذي هز الاستقرار العالمي وأدخل اقتصاده في نفق خانق ، و زج بالتوقعات السلبية إلى طرقات مستقبل العالم ، فمنذ أن بدأت الحرب الأوكرانية الروسية والعالم على صفيح ساخن ، حتى بات التلويح بالحرب النووية صريحًا ما خلق الرعب وعدم الاستقرار لاسيما للدول المجاورة للدولتين المعنية ، وأدخلت أطراف أخرى وانقسم العالم إلى قسمين متناحرين سياسيًا وعسكريًا ، عدا القليل من دول الحياد وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تعاملت مع هذا الحدث بعبقرية فذة وفطنة سياسية يجني العالم اليوم ثمارها بعد أن نجحت الخطوة السعودية الأولى في رعاية المحادثات الأمريكية الأوكرانية هذا الأسبوع بحدة وما نتج عنها من توافقات ستُسهم بإذن الله في حل هذه الأزمة التي طعنت استقرار العالم وأمنه واقتصاده في مقتل .
رائع كعمل سياسي منظم ، ومصدر فخر لكل سعودي ومسلم ، أن تقود دولة الإسلام محادثات السلام في الوقت الذي فشلت فيه الحلول السياسية والعسكرية ، بعد أن سفكت دماء الآلاف من المشاركين في تلك الحرب التي تعد من أقسى الحروب الحديثة ، وتفرّد مبادرة قيادة الأزمة من قبل المملكة والسعي بالمفاوضات المعلنة وغير المعلنة إلى بر الأمان ، هو دلالة على النضج القيادي السياسي السعودي الذي كان خير مؤتمن على اقتصاد العالم بحكم أننا مصد الطاقة العالمية الآمنة في إمداداتها ، وهي رسالة سلام تحمل روح الإسلام من دولة الإسلام وقائدة العالم الإسلامي وبلاد الحرمين الشريفين وكأننا نقول للعالم أن الإنسانية المنبثقة عنه قيمنا الإسلامية قيم خير ومحبة وسلام ، وستنجح مبادرة السعودية التي بدأت دون ضجيج في حل الأزمة العالمية التي عجز العالم عن حلها .
همسة :
السعودية دولة الإسلام والسلام ،
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020