||
ضيف الله نافع الحربي
مابين الرغبة في الخير وفعل الخير عزيمة جادة ، ونفس تواقة ، ودافعية تحمل التحفيز وتحقن به الطموح الذي يقود صاحبه إلى العطاء ، والملفت للنظر أن مرحلة الرغبة في الخير تستوعب الناس جميعًا دون استثناء إلا قليل ممن شذ عن فطرة الإنسان المُحب للخير والعطاء بحكم تواجد الرغبة في الخير لدى الجميع ، أما ممارسة فعل الخير على أرض الواقع فهو قرار بعد اختيار صائب هُدي له صاحبه وسُخر له ، وقليل من يُسخر للخير ، ويكفي النفوس جمالا التي تحمل الخير وتسعى له وتبذله أنها رُسل تعبر الحياة بسلام وتترك الأثر الذي يبقى ، وقدرٌ على ذاكرة الزمن أن تحتفظ بهم طويلا فهم أجدر بهذا الوفاء الذي يلتصق بالنبلاء الذين لا ينكرون فضلًا ولا ينسون جميلا .، ويبقى السؤال الذي يثير العجب لماذا يمتنع البعض عن فعل الخير وهو قادر عليه ؟! .
وللإجابة على السؤال ، يبقى تسخير الله أولًا وقبل كل شيء ، ثُم لايخلو الأمر من سعي ورغبة ، تُفقد حين يعتقد البعض أنه لا يملك ما يستحق أن يسعى لبذله ، وأن غيره من أهل الخير يقومون بهذا الدور ، وبالتالي هو ليس بحاجة ليسعى ، وهنا تخلي عن المسؤولية ، وقصور شديد في استشعار أهمية وعائد الخير ، وجهل بأهمية المشاركة والتشارك التي تجعل منه أسمى الأعمال الإنسانية التي تُبرز البذرة الأجمل في أعماق الإنسان بذرة العطاء بدافع العطاء وطلب الأجر ومثوبة ما يُقدم ، إضافة للعائد النفسي الوجداني الذي تتجلى معه الصورة الإنسانية الأجمل لإنسان الخير والبذل .
ومما يقع فيه الناس من خطأ شائع ، حصر الخير على الماديات الملموسة كمد يد العون وبذل المال ، بينما الخير كل عمل تتقدم به طلبًا لما عند الله ، وإرضاء للضمير الحي والنفس التواقة لكل ما يسعد الناس ويشد من أزرهم ، فالعطاء المعنوي كالدعم والتحفيز خير ، والمواساة واللطف وجه من اوجه الخير ، والفرح لفرح الآخرين وسعادتهم خير له عمق مختلف ، والخوف على من حولك وحب الخير لهم كما تحبه لنفسك ذروة سنام الخير ، والمجال الخيري واسع النطاق لا حدود له فقط اختر من الخير ما تستطيعه .
همسة :
الإنسان والخير وجهان لسمو واحد .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020