||
ضيف الله نافع الحربي
أقبل شهر الخير والبركة ، والجميع دون استثناء فرِح بقدومه رغبة في النيل من فضله الذي فضله الله به دون غيره من الشهور قبل كل شيء ، ثم ثقافة مجتمع تربينا ونشأنا عليها منذ الصغر ، مَن منّا لايذكر فرحة الآباء بقدومه وكيف يستبشرون برؤية هلاله ، ويُعدون له العدة ويبدأون بالاستعداد له مبكرًا حتى ترى أثر ذلك على رتم الحياة اليومية المعتادة ، إذ كان للعبادة فيه النصيب الأوفر من أوقاتهم ، دون تجاهل لبقية واجباتهم الدنيوية من صلة للرحم ، و طلب للرزق ،رغم صعوبة الطقس لا سيما في أوقات القيظ كانوا يعملون وينتجون ولم يزدهم ذلك إلا بركة لأنهم استلذوا طعم العبادة واستشعروا روحانية رمضان فكان لهم من الرضا جزيل العطاء .
تتابعت السنوات ، وتغيرت الحياة بطبيعتها التي لا تثبت على حال ، و لازال رمضان حاضرًا في قلوب الناس بذات المكانة التي كان يُنزله فيها الآباء و الأجداد اعترافًا بقدره واحترامًا لهيبته ، لكننا نحتاج اليوم إلى ضبط أكبر للسلوك الفردي احترامًا للزائر الثمين حتى نحافظ على خصوصية رمضان ونحفظ له طابعه الديني ، وهذا لايتطلب عمل المستحيل ، بل يمكن تحقيقه من خلال التخلي عن الممارسات السلبية التي تتسبب بشكل أو آخر في أذى الآخرين ولو بشكل غير مباشر ، بدءًا من المنزل حيث الأسرة التي هي صاحبة الحق علينا باللطف معها ومراعاة أفرادها لاسيما في هذا الشهر الفضيل ، فالأعباء التي يتحملها رب الأسرة والساعات الطويلة التي يقضيها في العمل وهو صائم ليست مبرر ليقسو ويتلفظ بألفاظ نابية ويقلب سكينة القلوب إلى ضجيج وجحيم في شهر فضيل تسعى النفوس فيه إلى الهدوء والتآلف وتجاوز السلوكيات الشائكة .
ولعد التهنئة بقدومه و قبل أن يحل هذا الشهر الفضيل والضيف العزيز حيث اقترب موعد اللقاء ، لنعلم يقينًا أن كل شيء في رمضان يحتاج منّا أن نكون بحجم روحانية وسكينة رمضان ، بيوتنا ، شوارعنا ، مقار أعمالنا ، وكل من حولنا من أهل ، وأقارب ، وأصدقاء ، وجيران بحاجة للنُسخ الإنسانية الأجمل منّا ، فهذا شهر فضيل ، ونحن نستطيع أن نُصبح أفضل .
همسة :
اللهم بلغنا رمضان ومن نُحب وجميع المسلمين .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020