ضيف الله نافع الحربي 

مع بداية عشرينات القرن الماضي دُشنت مرحلة فارقة من التواصل الإعلامي الحي مع المستمع بشكل منظم عند انطلاق البث الإذاعي الرسمي في عدد من الدول ليصل الصوت الأثيري إلى كافة شرائح المجتمع ، وكان بمثابة الانتقال الفعلي نحو عالم الإعلام المؤثر والموجه الذي يحمل رسائل وأهداف تحقق رؤية الدول ومتطلبات المجتمعات بشكل دائم أو مؤقت أثناء الأزمات أو المنعطفات السياسية أو الاقتصادية التي تتطلب بعض الأحيان قيادة ذكية للتأثير بهدف الحفاظ على التماسك أمام الاختراقات الفكرية المضادة والتي تستخدم كأدوات حرب نفسية آنذاك ، ومن ذلك الوقت والعلاقة بين الإذاعة ومستمعيها علاقة لها خصوصية ، ومكانة لا يُزاحمها عليها تطور وسائل الإعلام الأخرى وتميز أدواتها ، لأنهم يجدون في الصوت الإذاعي وقع مختلف كان ولازال وسيبقى .

بإشارة “أنتم معنا عبر أثير إذاعة المملكة العربية السعودية ” كانت الانطلاقة لأولى لأول إذاعة سعودية رسمية من جدة في العام 1368 م والتي بدأ بثها في يوم عرفة من ذلك العام ، ومن حينها والصوت الإذاعي السعودي يخاطب العالم بلغة متزنة وسطية معتدلة ذات مهنية عالية بموضوعيتها ومصداقيتها ورسالتها الهادفة وهذا ما أكد عليه جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حين أصدر مرسومًا في شهر رمضان من ذات العام حُدد فيه الإطار العام للإذاعة السعودية بهدف خدمة المسلمين من خلال بث تلاوات القرآن الكريم والمواعظ الدينية عبر أثير إذاعات المملكة 

76 عامًا و 7 إذاعات سعودية رسمية تبث برامجها عبر الأثير على مدار الساعة ، وآلاف المواد البرامجية المتنوعة والمتميزة ، تستحق الاحتفاء في هذا اليوم العالمي الذي يحتفي فيه المجتمع الدولي بالإذاعة في يوم الإذاعة العالمي الذي يوفق 13 فبراير من كل عام في رسالة امتنان للصوت الذي دخل كل بيت واستقر في ذاكرة الأجيال لعقود مضت ، ولازال مسموعًا كبقية وسائل الإعلام الأخرى بعد أن أصبح رفيق المستمع في منزله و سيارته وفي حله وترحاله وكأنه الوفاء المتبادل بين الإنسان والأثير . 

همسة :

وتبقى الإذاعة سيدة الإعلام .