||
ضيف الله نافع الحربي
بعدد من تعرفهم أو تربطك بهم علاقة ستجد الطباع المتفاوتة ما بين الجيد والحسن والمزعج والسيئ والقبيح ، لكنك لست مُجبرًا أن تتقبل هذا أو ذاك بطباعه فقط لأن ” هذا هو طبعه ” أو لأن المثل الشعبي المتهالك يقول ” أبو طبيع مايجوز عن طبعه ! “لذا عليك أن تقبل الوضع كما هو ، و لا نختلف حول أن لكل إنسان تركيبته الخاصة ومكوناته الثقافية والمجتمعية التي تشكل سلوكياته وقناعاته وهذا ينطبق على الجميع ونحن منهم ، وفي الوقت ذاته هذا لايعني أن نجد العذر لصاحب الطبع السيء وغير الجيد ، ونتحمله كما هو ، ونعذره و كأننا نقول له واصل ما أنت عليه من طباع سيئة ( وفالك التوفيق ) ، وحقيقة الأمر لا أحد عاجز عن تقييم ذاته وسلوكه ، ولا أحد عاجز عن التغير للأفضل ، لكن هُناك من يستمتع بماهو عليه من قبح ، ولديه معتقد أن الجميع عليه أن يتقبلني كما أنا ( فهذا طبعي ) .
عذرًا ياصاحب الطبع السيء ، لن يتقبلك أحد ، وإن تحملك لفترة معينة ، فلن يطول ذلك ، لأنك لم تستشعر خطر ما أنت عليه من مرض ، ولو كان الأمر يتعلق بصحتك الجسدية ، وقد أسرفت وأفرطت في السير على نظام غذائي غير صحي عرّض صحتك للخطر ، وأخبرك الطبيب بأنه عليك أن تتوقف عن كل مالذ وطاب وتحب ، لأن السكر مرتفع في دمك ، والضغط يُنذر بالخطر ، حينها لن تتأخر ثانية في التغيير وإن كنت تقول ذات يوم ( هذا أنا سأكل ما أشاء ) ، وتوقفك في هذا الموقف أكثر صعوبة ، من التوقف عن الطباع السيئة والتغير للأفضل فلِما لا تتغير ! .
إذًا الأمر يتعلق بالرغبة في التغيير ، والسعي للظهور بشكل جيد من خلال التخلص من تلك الندبات ، و الطباع القبيحة التي يشمئز منها كل سوي ، وليت أولئك الذين أثقلوا أنفسهم بطباع منفرة ، يعودون إلى عقولهم ويغيروا جلود تلك الطباع التي شوهت حياتهم ، وجعلتهم ضمن قائمة غير المرغوب في وجودهم .
همسة :
طبعك السيء ، تأشيرة خروج من حياة الأسوياء .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020