||
ضيف الله نافع الحربي
قد لا يستطيع البعض بناء بيوت أسرية آمنة مطمئنة ، ليس لأنه لايرغب في ذلك ، أو ليس لديه ما يجعله قادرًا على تكوين وبناء أسرة، والمحافظة عليها ، لكن الأمر قد لايكون بيده لأن ثمة شريك آخر يتحمل نصف تلك المُهمة الهامة والخطيرة ، مايجعل احتمالية الفشل واردة من طرف أو من كلا الطرفين ، فالتوافق والاتفاق له متطلباته وله بيئته الحاضنة التي لا ينمو إلا فيها بعد توفيق الله ثُم تقارب ثقافة بناء الأسرة لدى كل طرف ، وحين تُبذل الأسباب من الاختيار إلى قرار عقد الزواج ويكون الوعي بأهمية هذه الشراكة مرتفعًا ، فالحياة الزوجية ستسير في طريقها الصحيح الذي نُص عليه في مُحكم التنزيل و وصف ( بالمودة والرحمة ) ، ولكن ومابعد لكن مؤلم حين لا تأتي رياح الحياة بما تشتهي أمنيات الزوجبن ، وتفصل بينهما كلمة ( الطلاق ) التي تمزق القلوب قبل البيوت ، وتُشتت الأسرة قبل الأمنيات الوردية التي غُرست عند بوابة الدخول ذات بداية .
قد يكون الحديث عن الطلاق وسلبياته وتبعاته تقليديًا ، يكاد القارئ أن يعرف كل ما سيقوله الكاتب منذ قراءة العنوان ، لكني سأحاول الخوض فيه بلغة عاطفية أكثر ، فالقلوب بطبعها لينة وإن قسى سلوك أصحابها ، وإن صدر من ألسنتهم مالا يبقي للود بقية ، فهي لن تخلو من غصة الإنكسار حين يجد كل طرف نفسه عند مفترق طريقين متعاكسين في اتجاهاتهما أي لن يلتقيان مرة أخرى ، وإن كان في ذلك راحة لكل طرف ، إلا أن الأرواح تنزف من شظايا ما وقع ، حتى وإن كان الحب غائبًا عن حياتهما ، إلا أن الطرفين لن يعودا كما كانا قبل ذلك الزواج ، فالتجربة ستبقى عالقة بسلبياتها وإيجابياتها ، و ما كان من لحظات جميلة فستطرق أجراس الحنين وتزعج القلوب العاجزة عن العودة إلى حيث كانت ، وفوق هذا ربُما كان ذلك الطلاق تعطيلًا لحياة أحدهم بسبب نظرة المجتمع للمُطلق والمُطلقة .
قد يأتي من يقول أن الطلاق كان بمثابة الحياة للبعض ، وكان حُلم بعد حياة مُميتة ، وهنا لا اختلف معه ، بل أنني ممن يؤيد سرعة الخلاص من كل علاقة زوجية سامة وثبتت سميتها ، لكن بلغة الواقع المخفي خلف الصدرر لن يخرج من الطلاق قلب بلاخدوش ، ولا روح بلا ندبات ، وستتغير ملامح الأحلام الوردية إلى أحلام مُثقلة بالخوف من التجارب الجديدة كلما التفتت للوراء .
همسة :
إن كان في الطلاق راحة ، فهي راحة تملؤها الجراح .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020