||

الكلمة التي مزقت القلوب والبيوت

7 نوفمبر، 2024

ضيف الله نافع الحربي 

قد لا يستطيع البعض بناء بيوت أسرية آمنة مطمئنة ، ليس لأنه لايرغب في ذلك ، أو ليس لديه ما يجعله قادرًا على تكوين وبناء أسرة، والمحافظة عليها ، لكن الأمر قد لايكون بيده لأن ثمة شريك آخر يتحمل نصف تلك المُهمة الهامة والخطيرة ، مايجعل احتمالية الفشل واردة من طرف أو من كلا الطرفين ، فالتوافق والاتفاق له متطلباته وله بيئته الحاضنة التي لا ينمو إلا فيها بعد توفيق الله ثُم تقارب ثقافة بناء الأسرة لدى كل طرف ، وحين تُبذل الأسباب من الاختيار إلى قرار عقد الزواج ويكون الوعي بأهمية هذه الشراكة مرتفعًا ، فالحياة الزوجية ستسير في طريقها الصحيح الذي نُص عليه في مُحكم التنزيل و وصف ( بالمودة والرحمة ) ، ولكن ومابعد لكن مؤلم حين لا تأتي رياح الحياة بما تشتهي أمنيات الزوجبن ، وتفصل بينهما كلمة ( الطلاق ) التي تمزق القلوب قبل البيوت ، وتُشتت الأسرة قبل الأمنيات الوردية التي غُرست عند بوابة الدخول ذات بداية .

 

قد يكون الحديث عن الطلاق وسلبياته وتبعاته تقليديًا ، يكاد القارئ أن يعرف كل ما سيقوله الكاتب منذ قراءة العنوان ، لكني سأحاول الخوض فيه بلغة عاطفية أكثر ، فالقلوب بطبعها لينة وإن قسى سلوك أصحابها ، وإن صدر من ألسنتهم مالا يبقي للود بقية ، فهي لن تخلو من غصة الإنكسار حين يجد كل طرف نفسه عند مفترق طريقين متعاكسين في اتجاهاتهما أي لن يلتقيان مرة أخرى ، وإن كان في ذلك راحة لكل طرف ، إلا أن الأرواح تنزف من شظايا ما وقع ، حتى وإن كان الحب غائبًا عن حياتهما ، إلا أن الطرفين لن يعودا كما كانا قبل ذلك الزواج ، فالتجربة ستبقى عالقة بسلبياتها وإيجابياتها ، و ما كان من لحظات جميلة فستطرق أجراس الحنين وتزعج القلوب العاجزة عن العودة إلى حيث كانت ، وفوق هذا ربُما كان ذلك الطلاق تعطيلًا لحياة أحدهم بسبب نظرة المجتمع للمُطلق والمُطلقة .

 

قد يأتي من يقول أن الطلاق كان بمثابة الحياة للبعض ، وكان حُلم بعد حياة مُميتة ، وهنا لا اختلف معه ، بل أنني ممن يؤيد سرعة الخلاص من كل علاقة زوجية سامة وثبتت سميتها ، لكن بلغة الواقع المخفي خلف الصدرر لن يخرج من الطلاق قلب بلاخدوش ، ولا روح بلا ندبات ، وستتغير ملامح الأحلام الوردية إلى أحلام مُثقلة بالخوف من التجارب الجديدة كلما التفتت للوراء . 

 

همسة :

 

إن كان في الطلاق راحة ، فهي راحة تملؤها الجراح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

12 ديسمبر، 2024
مدينة الدم والياسمين

ضيف الله نافع الحربي  كانت...

5 ديسمبر، 2024
مستقبل الذكاء الاصطناعي

ضيف الله نافع الحربي  حتى...

27 نوفمبر، 2024
إدارة المتطلبات المالية

ضيف الله نافع الحربي  تأخر...

21 نوفمبر، 2024
ثقافة ومهارة إعداد المحتوى

ضيف الله نافع الحربي مع...

أوراق أدبية