||

صوت المطر

31 أكتوبر، 2024

ضيف الله نافع الحربي 

تضمنته نصوص الأدباء ، وتغنى به الشعراء ، وأنصتت له قلوب البسطاء ، حتى فاضت السعادة من نوافذ أرواحهم النقية ، ذاك المطر الذي ننتظره ونُحب ، و تلك هي البهجة التي توارثها أهل جزيرة العرب منذ الأزل ، حين كان الأجداد والآباء يتباشرون به ، ويبنون الكثير من أحلامهم عند مواعيد هطوله ، فأرزاقهم التي كتبها الله لهم معتمدة على قطر السماء وما تُنبت على إثره الأرض ، ومازاد مكانته في القلوب قلته بحكم الطقس الصحراوي قليل المطر طوال العام ، عدا الفترات المطيرة المتقطعة والقصيرة ، واليوم ونحن نعيش عصر الرخاء ، لازال للمطر رونقه وفرحته ومكانته في القلوب ، يتباشر بقدومه الجميع ويتابع أخباره المهتمين وغيرهم ، وإن كان قد فقد لذة المفاجأة التي كانت تمثل جزء كبير من سعادة هطوله ، بسبب تقدم أدوات الرصد المناخي والتنبؤات الجوية التي أصبحت ترسل تقاريرها عن الحالات المطرية قبل موعدها بأيام ، 

 

وعلى هامش المطر الذي نحن على مشارف مواسمه هذه الأيام ، يقع المطر في القلوب قبل أن يُقبّل جبين الأرض المشتاقة لصوته ورائحته ، فتبتسم الأعماق قبل ظاهر الشفاه ، وترق الأرواح وكأنها لن تقسو بعد رقة المطر أبدا ، عجبًا له كيف يغير تضاريس النفس البشرية بوعثائها و تعبها وينفض عنها كل ما ألمّ بها من وخزات أو هموم ، وعجبًا كيف يجتمع على حبه الناس ويصطفون على أرصفة الانتظار يترقبون قدومه ويتناقلون مواعيد وصوله ، ثم عجبًا لضعفنا اللذيذ الذي يتبلل بالسعادة قيتحول إلى طاقة إيجابية متجددة كلما صدح صوت المطر . 

 

همسة :

 

المطر ، حكاية السعادة التي لايملها الإنسان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

12 يونيو، 2025
إن لم “تُثمن ما تقول”…

ضيف الله نافع الحربي  ليس...

5 يونيو، 2025
خُذ بيدك إلى الخير

ضيف الله نافع الحربي  أيام...

22 مايو، 2025
مُلهمون

ضيف الله نافع الحربي  مُلهمون...

15 مايو، 2025
عمق الزيارة الأهم عالميًا

ضيف الله نافع الحربي  ما...

أوراق أدبية