||
ضيف الله نافع الحربي
تضمنته نصوص الأدباء ، وتغنى به الشعراء ، وأنصتت له قلوب البسطاء ، حتى فاضت السعادة من نوافذ أرواحهم النقية ، ذاك المطر الذي ننتظره ونُحب ، و تلك هي البهجة التي توارثها أهل جزيرة العرب منذ الأزل ، حين كان الأجداد والآباء يتباشرون به ، ويبنون الكثير من أحلامهم عند مواعيد هطوله ، فأرزاقهم التي كتبها الله لهم معتمدة على قطر السماء وما تُنبت على إثره الأرض ، ومازاد مكانته في القلوب قلته بحكم الطقس الصحراوي قليل المطر طوال العام ، عدا الفترات المطيرة المتقطعة والقصيرة ، واليوم ونحن نعيش عصر الرخاء ، لازال للمطر رونقه وفرحته ومكانته في القلوب ، يتباشر بقدومه الجميع ويتابع أخباره المهتمين وغيرهم ، وإن كان قد فقد لذة المفاجأة التي كانت تمثل جزء كبير من سعادة هطوله ، بسبب تقدم أدوات الرصد المناخي والتنبؤات الجوية التي أصبحت ترسل تقاريرها عن الحالات المطرية قبل موعدها بأيام ،
وعلى هامش المطر الذي نحن على مشارف مواسمه هذه الأيام ، يقع المطر في القلوب قبل أن يُقبّل جبين الأرض المشتاقة لصوته ورائحته ، فتبتسم الأعماق قبل ظاهر الشفاه ، وترق الأرواح وكأنها لن تقسو بعد رقة المطر أبدا ، عجبًا له كيف يغير تضاريس النفس البشرية بوعثائها و تعبها وينفض عنها كل ما ألمّ بها من وخزات أو هموم ، وعجبًا كيف يجتمع على حبه الناس ويصطفون على أرصفة الانتظار يترقبون قدومه ويتناقلون مواعيد وصوله ، ثم عجبًا لضعفنا اللذيذ الذي يتبلل بالسعادة قيتحول إلى طاقة إيجابية متجددة كلما صدح صوت المطر .
همسة :
المطر ، حكاية السعادة التي لايملها الإنسان .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020