||
ضيف الله نافع الحربي
من المُحبب لفئة واسعة من المهتمين بقراءة الطرح الفكري المتنوع والمتباين، التجول في نزهة فكرية بين حقول الأفكار للأُنس بتمايل سنابل تلك الحقول الفاخرة والزاخرة بالجنون تارة وبالمنطق تارة أخرى ، الطرح المُتأرجح ما بين تشدد اليسار واليمين مرورًا بالحياد الأبيض الذي أصبح مُتقلصًا إلى الحد المُنذر بالخطر ، في وقت أصبحت الحدة الفكرية أعلى صوتًا ، يحكم ذلك ويتحكم فيه المعتقد الذاتي لكل شخص والذي يبرز على هيئة رأي مكتمل الأهلية مكفول لصاحبه حرية إبدائه مالم يكن مُتجاوزًا للخطوط أو مؤججًا للرأي العام أو مثيرًا للفتنة الملعون مُثيرها .
وبالعودة لما بدأت به فمن يجد نفسه بحارًا عاشقًا لخوض مغامرة عبور بحر الأفكار المتلاطمة والتي أصبحت منابرها عالية الصوت ، سهلة الصعود ، سيجد المتعة التي يبحث عنها بمجرد أن يتنقل بسهولة بين الصفحات التواصلية وبين الردود التفاعلية لروادها تحت الأطروحات النقاشية أو الأخبار المُثيرة ، فهذا مُعرف يختبئ خلفه قلم بارع وفكر جاذب وطرح يرتقي لما يطمح له ذلك الباحث عن دُرر الفكر ، وآخر تجد ثقافة التشدد يفوح بها طرحه وحين تتبعه ستجد أن تشدده وتعنته ليس عابرًا بل هو نهج وثقافة متجذرة بداخله فأينما تواجد تربع على قمة اليسار أو اليمين المُتشدد وكأن لامكان له إلا هناك ، لأنه يحمل فكرًا غير صالح لمنطقة الوسط .
والمُتفحص الخبير بالتوجهات الفكرية لإنسان اليوم يرى بوضوح ارتفاع مستوى الوعي والقدرة على فلترة أو إيقاف التدفق الفكري القادم إليه والذي لايتوافق مع معتقداته وقناعاته ، ما خلق الصعوبة البالغة لدى المؤثرين والمفكرين الذين يحاولون التغيير أيًا كانت إتجاهات و خلفيات التغيير المراد تحقيقه ، وقد يكون هذا الوعي هو الذي رفع إمكانات من كان يُسمى “مُتلقي ” وجعله في رُتبة مُميز جيد يتعامل مع الطرح الفكري لا مع المُفكر الذي فقد كثيرًا من أنصاره المُقدسين له .
همسة :
أنت مفكر لا تقل شأنًا عن غيرك ، إن منحت عقلك فرصة التفكر والتفكير ،
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020