||
ضيف الله نافع الحربي
الشخص بطيء الانفعال غير المتعجل في ردة فعله ، يمتلك قدرة فائقة على تجاوز أصعب وأخطر اللحظات التي تُسقط كثير من الناس ، إضافة للمهارة العالية لديه في إدارة المواقف ، هو بالتأكيد لم يولد ولديه هذه المنظومة المهارية والسلوكية المتكاملة ، لكنه لم يتخطى التجارب دون اكتساب مهارة وتعلم درس يجعل منه أفضل حالًا في التجارب اللاحقة ، وهو لا يخلو من الرغبة في اتخاذ موقف وصنع ردة فعل في ذات وقت حدوث الفعل لكنه يعرف جيدًا جودة ردة الفعل في وقتها المناسب ، ويدرك جيدًا عواقب التسرع والتعجل والتهور الذي يقود صاحبه كما تُقاد الدابة التي ليس لديها عقل ، وتلك هي الحقيقة وإن قست على أسماع البعض .
الجميع دون استثناء ينكر ويستنكر التعجل في اتخاذ موقف ما في لحظة غضب أو تسرع ، وربما يسرد لك محاضرة توجيهية كافية ضافية ، عن أضرار هذا السلوك وعواقبه الوخيمة ، لأننا جميعًا نعرف الخطأ ونستطيع الإشارة إليه لكن الكثير منّا لايستطيع تجنبه في لحظة ما ، فمن كان ينصح الابتعاد عنه بالأمس قد يجد نفسه يرتكبه اليوم ، لاسيما ما يتعلق بالإنفعال الذي يتطلب التحكم والسيطرة العالية على مشاعر الغضب الذي توقظ الشيطان من سباته ، ويشعل الرغبة العمياء في الانتقام حتى يقع الفأس في الرأس ويحدث ما لا تحمد عقباه .
قد يتساءل البعض : إذًا ما الحل ؟! الحل ليس مجرد خطوات عملية تتلى عليك لتطبقها ، الحل في استيعاب الشخص لحقيقة المواقف المحتملة والمتوقعة ، والاستعداد المسبق لتجاهلها وتجاوزها ، والابتعاد كل البعد عن محاولة شيطنتها في عقلك حتى لا تستثير جنونك ، وتكمم تفكيرك ، وتجد أن من يواجه المشكلة يواجهها بدافع الرغبة لا بلغة المنطق ، لاسيما أننا اليوم نعيش في واقع حياة لاتستطيع أن تستبعد حدوث أي شي فيه .
همسة :
اضبط انفعالك تنجو .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020