||
ضيف الله نافع الحربي
مهارة الربط المنطقي بين الأحداث والمواقف سواء المتتابعة منها أو المتباعدة فراسة يغبط عليها صاحبها ، لأنه لن يجد صعوبة في تجميع خيوط الحقيقة ، أو خلق رأي ناضج حول أمرًا ما ، ولكن حين يكون الربط هشًا يقوده فكر يعتقد صاحبه أنه يتمتع بذكاء خارق ، وأن لاشاردة ولا واردة تفلت من نباهته ، وفي حقيقة الأمر هو يتخبط في غوغاء واضطراب الذات المهتزة المتضخمة ، ومثل هذا الجو غير الصحي يُفرز من تلك العينات البشرية ( الضعيفة ) نسخ تخلق الفوضى السلوكية في المجتمع لاسيما فيما يتعلق بالروابط التي تربط بين الناس وبعضهم البعض .
بلغة العقل والمنطق ليس لك الحق أن تنسخ الحقيقة المزيفة من خيالك ، معتمدًا على توقعاتك غير المنطقية وظنونك غير الحسنة ، وأفكارك السامة التي تنفث خبثها ، وكم من ضحايا كانوا وقود لمثل تلك الحقائق المُزيفة التي بُنيت عليها تصورات خاطئة ، أذابت العدل و صدحت بالباطل ، وقد يحدث هذا دون مُبالاة لعواقبه وشر نتائجه .
وإن أردنا السلامة لأنفسنا من هؤلاء ، فلنسعى أولًا لتحقيق السلامة المجتمعية قبل سلامة الأفراد ، حتى لايتفشى مثل هذا السلوك الشاذ عن طريق الصواب ، ويُصبح بناء الحقيقة وصناعتها في متناول من فشل في البحث عنها ، وبالتالي يُفقد الأمان بين الناس ، وتموت الثقة ، ويُفقد الشخص المؤتمن ، أما التصدي له فيتم من خلال الإجراء الاستباقي فهو الردع الحازم من خلال تعرية الحقائق التي يتضح أنها مصنوعة بأيدي قذرة ، كتشويه سمعة أحدهم لمجرد أن فاسق أتى بشطر كاذب ، أو الطعن في دين أو عرض أحدهم ، أو حتى السعي لترويج أكذوبة لها أبعاد قبيحة وكل ما بُني من خلال تزييف الحقائق يبدأ بمفردة (( سمعت )) !
همسة :
الحقيقة لا تُخفى وإن غابت
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020