||

استفزاز مواقع التواصل

29 أغسطس، 2024

ضيف الله نافع الحربي 

يومًا بعد يوم تُفقد الثقة في ترندات مواقع التواصل الاجتماعي ، و في كل ما يتصدر تلك المواقع من هاشتاقات رنانة موجهة أهدافها بدقة وخبث لا يخلو من لمسات سامة دُست بدهاء وسط بريقها صياغتها الخادع ، ومع هذا تجد من ينساق خلفها ويتجاهل بغباء النوايا التي حُقنت بها تلك المصائد الافتراضية الفكرية الخطيرة ، هي حرب باردة خفية على الدين قبل القيم والمبادئ هي حرب على منظومة الوطن وأمنه الاجتماعي هي عدو حقيقي خفي ، يتبعه من لا يبحث في عمق ما يُطرح وينشر هناك من حسابات تُصنف أنها شخصية و من خلفها أعداء كشّرت أفكارهم عن أنيابها وبدأت تنهش في قناعات وفطرة صغار السن الذين يفتقدون الخبرة والوعي ، والسذّج الذين يعتقدون أن تلك المواقع مساحات لحرية الرأي وتبادل الأفكار وإلتقاء الثقافات المختلفة ، وكأن غباء القراءة الواعية لمن بين السطور قد تمكن منهم دون أن يشعرون .

 

وما يلفت انتباه المتفحص الواعي لتلك المواقع ، الاستهداف الممنهج الذي يحاول النيل من بلادنا ، ومحاولة الإسقاط عليها بطرق متجددة كلما تنبه الناس لطرقهم السابقة وافتضح أمرها ، ولعل أحدثها ولن يكون آخرها الأصداء التي رافقت طرح فلم حياة الماعز ، الفلم الذي حمل من الإساءة لشعبنا وبلادنا مالا يقبله غيور ، وقد تتبعت الكثير من المعرفات التي رفعت شعار إنه فلم ناقد ودراما لاذعة وهذا يحدث في كل أنحاء العالم ! فلماذا يغضب الشعب السعودي ويرتفع صوته بهذا الشكل كما يقول منطقهم ، وحتى أكون منصفًا في حديثي شاهدت الفلم كاملًا ، وكنت أعتقد أن نقده مبالغًا فيه ولكن بعد مشاهدة ساعاته الثلاث وجدت به من الإساءة المتعمدة ، ما لا علاقة له بالنقد ، فهو فلم مُطعم بالإساءة لثقافتنا وأخلاقنا وتعاملنا ومبادئنا ، عمل اعتمد على الكذب و تزييف الحقائق ! مستفز لكل مواطن غيور على وطنه ، والشعب السعودي لا تختبره في حب وطنه والعالم يشهد له بذلك ،

 

نعم استنفرت الأقلام الوطنية دفاعًا عن سمعة وطنها ، وتصديًا لعمل يقال عنه فني وهو في حقيقته عمل مُسيئ لاعلاقة لرسالة الفن بما جاء فيه ، الأخطاء واردة والنقد مرحب به ولكن أن تنفق الملايين على عمل يوجه الإساءة الواضحة التي لاتقبل الشك ، ثم يأتي من يقول ليس لكم الحق في إخراجه عن مسار الفن ! فهنا صوت غير عادل ، لأن الفن يجمع الناس لايفرقهم و يحلق بهم مع الإبداع لا أن يستفزهم .

 

همسة : 

 

من الغباء أن تسيء وتعتقد أن الناس ستتقبل الإساءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

3 أكتوبر، 2024
بناة العقول والقيم

ضيف الله نافع الحربي  "...

26 سبتمبر، 2024
العقل والكتاب

ضيف الله نافع الحربي  تبقى...

19 سبتمبر، 2024
صناعة المستقبل بأيدي سعودية

ضيف الله نافع الحربي  حين...

12 سبتمبر، 2024
لحظات الجنون الملعون

ضيف الله نافع الحربي  لأن...

أوراق أدبية