||
ضيف الله نافع الحربي
قد تتغير قناعات الإنسان وقد يستجيب لرتم الحياة الاجتماعية بحثًا عن الأفضل وهذا تغير إيجابي محمود لصاحبه ، و لكن ليس اسوأ من تُبدل القيم السامية التي كانت تميز الشخص ، وترفع من شأنه في ميزان أقرانه ، بعد أن كانت جزء من ثقافته تحدد سلوكه وترسم له خط سيره الذي اجتمع الناس حوله إجماعًا وإعجابًا ، و ليس جيدًا أن يفقد الناس الأمان والثقة فيك بعد أن كُنت مصدرًا ومُصدرًا لها ، وهذا يحدث عند الإنحراف الحاد والمفاجئ وغير المتوقع من شخص عُرف عنه ما يُناقض ماهو عليه الآن في انحدار من علو القيم إلى أسفل السلوكيات غير المقبولة أو المستهجنة .
وأمام هذه الحالات التي نُشاهدها من حولنا ، ينقسم الناس ما بين شامت يرفع الصوت بما يرى من انتكاس غيره وتبدل حاله من حسن التعامل صلب القيم إلى شخص لايتمنى أحد أن يكون على ماهو عليه ، ومابين مُتألم لتلك الحالة ، خائف وجل من حلول الإبتلاء به كما حل بغيره فيكون على النهج الإنساني والمنهج الديني الذي يُجرّم ويُحرّم الشماتة و الاستنقاص والجزم بأفضلية هذا على غيره ، ظنًا منه أن ماهو عليه من ستر وسلوك قويم هو بفضل إمكاناته وحكمته ورشده وحسن سيرته وقوة بصيرته التي جعلت منه أفضل من غيره ، والحقيقة أن كل هذا ليس له فضل فيه ، وليس بيده بل هو ستر من رب العالمين اختصه به ليشكره عليه لا أن يباهي به وينتقص من أصحاب الإبتلاء والانتكاسات المفاجئة الخارجة عن المألوف .
وجزء قبيح من الطغيان القبيح بكل مافيه ، أن نجد من يسخر نفسه للتشكيك في دين الإنسان وعلاقته الخفية بربه لمجرد أنه خالفه رأي أو تغيرت حاله ، أو حتى أصبح شخصًا غير جيد في نظر الناس ، ومثل هذا اقتحام خطير لأمر لايعلم أسبابه ومسبباته و الحكمة منه إلا الله ، ومع الأسف أنه حال بعض الناس وإن كانوا قلة بفضل الله ، إلا أنه مؤسف أن نجد من يُشخص ويقرر ويحكم على أمر شخص لايعلم به إلا الله .
همسة :
لا تكن شامتًا فلا أحد خارج نطاق الإبتلاء .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020