||

بلاء الانتكاس وداء الشماتة

22 أغسطس، 2024

ضيف الله نافع الحربي 

قد تتغير قناعات الإنسان وقد يستجيب لرتم الحياة الاجتماعية بحثًا عن الأفضل وهذا تغير إيجابي محمود لصاحبه ، و لكن ليس اسوأ من تُبدل القيم السامية التي كانت تميز الشخص ، وترفع من شأنه في ميزان أقرانه ، بعد أن كانت جزء من ثقافته تحدد سلوكه وترسم له خط سيره الذي اجتمع الناس حوله إجماعًا وإعجابًا ، و ليس جيدًا أن يفقد الناس الأمان والثقة فيك بعد أن كُنت مصدرًا ومُصدرًا لها ، وهذا يحدث عند الإنحراف الحاد والمفاجئ وغير المتوقع من شخص عُرف عنه ما يُناقض ماهو عليه الآن في انحدار من علو القيم إلى أسفل السلوكيات غير المقبولة أو المستهجنة . 

 

وأمام هذه الحالات التي نُشاهدها من حولنا ، ينقسم الناس ما بين شامت يرفع الصوت بما يرى من انتكاس غيره وتبدل حاله من حسن التعامل صلب القيم إلى شخص لايتمنى أحد أن يكون على ماهو عليه ، ومابين مُتألم لتلك الحالة ، خائف وجل من حلول الإبتلاء به كما حل بغيره فيكون على النهج الإنساني والمنهج الديني الذي يُجرّم ويُحرّم الشماتة و الاستنقاص والجزم بأفضلية هذا على غيره ، ظنًا منه أن ماهو عليه من ستر وسلوك قويم هو بفضل إمكاناته وحكمته ورشده وحسن سيرته وقوة بصيرته التي جعلت منه أفضل من غيره ، والحقيقة أن كل هذا ليس له فضل فيه ، وليس بيده بل هو ستر من رب العالمين اختصه به ليشكره عليه لا أن يباهي به وينتقص من أصحاب الإبتلاء والانتكاسات المفاجئة الخارجة عن المألوف . 

 

وجزء قبيح من الطغيان القبيح بكل مافيه ، أن نجد من يسخر نفسه للتشكيك في دين الإنسان وعلاقته الخفية بربه لمجرد أنه خالفه رأي أو تغيرت حاله ، أو حتى أصبح شخصًا غير جيد في نظر الناس ، ومثل هذا اقتحام خطير لأمر لايعلم أسبابه ومسبباته و الحكمة منه إلا الله ، ومع الأسف أنه حال بعض الناس وإن كانوا قلة بفضل الله ، إلا أنه مؤسف أن نجد من يُشخص ويقرر ويحكم على أمر شخص لايعلم به إلا الله .

 

همسة :

 

لا تكن شامتًا فلا أحد خارج نطاق الإبتلاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

3 أكتوبر، 2024
بناة العقول والقيم

ضيف الله نافع الحربي  "...

26 سبتمبر، 2024
العقل والكتاب

ضيف الله نافع الحربي  تبقى...

19 سبتمبر، 2024
صناعة المستقبل بأيدي سعودية

ضيف الله نافع الحربي  حين...

12 سبتمبر، 2024
لحظات الجنون الملعون

ضيف الله نافع الحربي  لأن...

أوراق أدبية