||
ضيف الله نافع الحربي
حل الصيف بأجوائه الساخنة ، وإجازته الممتدة قرابة الشهرين والقصد هنا إجازة المدارس التي تهم غالبية الأسر والعاملين في الميدان التعليمي ، اعتدنا في مثل هذه الإجازة انقلاب الحال حين يتحول الليل نهار والنهار ليل ، تفرض ذلك حرارة الجو اللاهب ودرجات الحرارة الخمسينية الساخنة التي تُقيد التحركات خلال ساعات النهار ولاتخلو من انعكاساتها ساعات المساء الأولى ، عدا بعض المصائف والمرتفعات في جنوب وغرب المملكة وبعض مناطق الشمال الغربي ، أضف لذلك الثقافة الخاطئة لدى البعض والمفاهيم المتمثلة في استحالة استثمار والاستمتاع بالإجازة الصيفية مالم تكن لديك القدرة المالية العالية للسفر للخارج ، أو المصائف الباردة ، والحقيقة أن غياب التخطيط الجيد والمبكر هو من يحرم الشخص من الاستمتاع بإجازته .
فليس من المنطق أن تقرر السفر مع بداية الإجازة ، في الوقت الذي تبلغ فيه التذاكر ( داخلية وخارجية ) حدها السعري الأعلى ، وترتفع أسعار الفنادق والشقق السكنية ، وقد كان أمامك فرصة للحصول على تذاكر بثلث السعر الحالي عند الحجز المبكر ، وليس من الذكاء أن تسافر لوجهات تفوق قدرتك المالية ما يضطرك لتحمل أعباء الديون والقروض والبطاقات الإئتمانية لتغطية تكلفة رحلة لا تتجاوز أسبوعين ! ثم تدخل في دهاليز الضائقة المالية التي تعصف بحياتك .
تقول إحدى الاحصاءات ( أنه يقدّر عدد السعوديين الذين يسافرون للخارج بغرض السياحة بصفة منتظمة بـ13 مليون سائح سنويًا )) ، ولكن الأهم كم النسبة من بين هؤلاء الذين يتمتعون بثقافة السفر والتخطيط الجيد والذكي ؟! ، لا أستطيع الجزم بتلك النسبة ، لكن المؤكد أن هناك عدد كبير يرتكب أخطاء مالية فادحة أثناء التخطيط للسفر بينما لو خطط جيدًا لوفر قرابة نصف ما ينفقه دون تخطيط أو بعشوائية ، خلاصة القول تستطيع أن تسافر داخليًا وخارجيًا وتستمتع بإجازتك حتى في مدينتك شرط أن تضع لك خطة متنوعة ، وميزانية متزنة ، وتستفيد من تجارب الآخرين والعروض والفرص وأن لا تقلد هذا أو ذاك، وظروفك المالية والأسرية تختلف عنهم ، ثم احرص أن تضع هدفك الأول أن تستمتع بقدر مالديك .
همسة :
إجازة سعيدة للجميع .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020