||
ضيف الله نافع الحربي
جمال الحياة وبهجتها لاتخفى على عاقل ، و وخزاتها و منعطفاتها وتغيراتها وانقلاب حالها لا يغفل عنه أولي الألباب ، تلك هي تضاريسها بسهولتها و وعورتها وجفاف عطائها حينًا ، و وفرة سعادتها في أحيان أخرى ، وتبقى القيادة بين تلك التباينات مهارة عالية لا يستطيعها إلا من يُدرك أن كل شيء متوقع ، السرور والعناء ، النجاح والسقوط ، الصعود والهبوط ، الخذلان في غير وقته و الجبر بعد الكسور ، وتعداد المتضادات الحياتية يطول ولاينتهي ، ومستوى تلك المهارة بين الناس تتفاوت وهذا ينعكس على الصورة التي يظهرون بها ، ونراهم عليها فهذا منطلق مُحب للحياة يعتقد كل يوم أن غدًا هو القادم الأجمل الذي ينتظره ، وذاك عابس ممتلئ باليأس ينتظر النهاية ويتمنى الزوال قبل موعده .
ومن مشاهد الحياة اليومية التي نعيشها ونتشاركها مع من حولنا ، نرى ونلحظ أن كثير من حديث بعض الأشخاص نساء أو رجال بتفاوت أعمارهم يتمحور حول السلبيات والمعضلات والمكدرات ، وعن معاناته الشخصية إما مع المرض أو قلة المال أو عقوق الأبناء أو غليان حياته الزوجية الخاصة أو فشله الذريع في الزواج ، أو خذلان هذا أو ذاك ، وفئة أخرى تفاقم الوضع لديهم فأصبحوا يتوهمون أن النهاية بدأت تطرق أبواب أعمارهم وأن العمر شارف نهايته وهو لم يتجاوز الأربعين أو الخمسين ، ولو حتى بلغ الستين من عمره ليس له الحق أن يُدمّر حب الحياة بأوهامه السلبية ونظرته القاصرة ، والسبب الرئيس وراء مثل هذا التفكير الصامت الذي يجلدون به سعادتهم أنهم لم يضعوا في قواميسهم و سلال أحلامهم أن ثمة أيام جميلة تنتظرهم ، ولو من باب التفاؤل ، وتركزت نظرتهم على السلبية البحته ، و وضع الاحتمالات الأسوأ ، وأن كل ماحل بالآخرين من سوء أو مرض أو ضيق أو كارثة سيحل بهم ! متجاهلين أنهم قادرين على صناعة تفاصيل مختلفة ، و سعادة خاصة بهم تبدأ من الفكرة وتنتهي بحدث جميل مُبهر كان نتيجة حتمية لتوقع الأجمل
همسة :
مهما أثقلتك الحياة ثق أن أيام جميلة ستأتيك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال جميل بجمال وروعة كاتبه فلاشك أن الحياة مليئة بالأيام الحلوة والمرة شديدة القساوة احيانا وأياما مبهجة مفرحة حينا آخر فليست ليلا سرمدي ولا نهارا أبدي…