||
ضيف الله نافع الحربي
الوقوع في دائرة الخطر بداية النهاية و في الغالب لاتكون تلك النهاية بعيدة عن الخطوة الأخيرة من خطوات السلامة ، قبل عقدين أو ثلاثة كان الخطر الذي يتم التحذير منه هو ما يمثل الخطورة على الأرواح والأجساد ، كحوادث السيارات والحوادث المدنية والأمراض وما شابه ، فأُعلنت الحملات المرورية والصحية التوعوية وأُعدت البرامج الإعلامية الموجهة للناس بهدف رفع الوعي وثقافة السلامة والحذر ، ولاتزال مثل هذه الأخطار قائمة و لكن الوعي بها أصبح مرتفعًا جدا بفضل الله ، لكن دائرة الخطر اليوم اختلفت مع التهديدات الجديدة والمستجدة بشكل دائم والمُتمثلة في حرب العقول واستهداف القيم والأفكار والانتماء من قِبل أعداء الحياة والسلام والوطن ، فأصبحت العقول مستهدف من مستهدفات المُخربين والخونة الذين يتربصون بالأوطان من خلال عقول أبناء هذا الوطن أو ذاك يساعدهم ويُسهل مهامهم القذرة وسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي صنعت قنوات اتصال خفية وسرية مع من قادتهم أفكارهم المهتزة لدائرة الخطر الفكري .
و كل مهتم ومتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يرى على العلن الألغام الفكرية التي يغرسها أعداء الوطن في طرقات رواد تلك المواقع ، والتي قد يقع ضحيتها من لايُدرك أهدافها القذرة المُستهدفة للنسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية ، وكم من ضعيف وعي استرقفته تلك الأفكار والتغريدات ، وتلوث فكره بما ورد فيها من سُم دُس في عسل ظاهرها ، والخطر هُنا لا يفرّق بين صغير وكبير أو رجل وإمرأة بل كل من لايملك الوعي والحصانة الفكرية اللازمة سيكون ضحية سهلة لمثل هذه الأفكار . ورغم الجهود الكبيرة والجلية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية المعنية والحسابات الوطنية المشهود لها بالتأثير والأثر في رفع للوعي وتفنيد للشائعات والأكاذيب وتصدي للترويح الفكري المدمر الذي يسعى له أعداء وطننا ، إلا أن الوعي الذاتي يبقى هو خط الدفاع الأول عن عقلك ، وحماية أفكارك وحصانة معتقداتك وقيمك ، مع الإيمان التام بمسؤوليتك تجاه وطنك فأنت خط الدفاع الأول ، من خلال رصد كل ما من شأنه الإشارة إلى الخلل الفكري لدى أي شخص والتبليغ عنه بعيدًا عن العاطفة والتعاطف ، فالوطن فوق كل شيء وأمانة سنُسأل عن الحفاظ عليها .
همسة :
احذر من أعداء عقلك
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020