||
ضيف الله نافع الحربي
أن تقرأ مقالًا أو صفحة من كتاب وقع بين يديك ، أو تلجأ لركن صمت آمن ، خير من أن تستنزف طاقتك وصحتك و وقتك وتُهدر جزء من العُمر الذي لم يُهدر بعد في سبيل صراع لا ذنب لك فيه سوى موقعك الخاطئ إلى جوار فخ نُصب من أجل اصطياد الذين بخشون مناطق الصراع المبني على ” أنا على صواب ولا نقاش وأنت على خطأ ولا نقاش ” قناعات عمياء تسكن بعض العقول التي قد نجد أنفسنا مجبرين على التعامل معها ، وقد لانملك لها تغييرًا أو تبديلا ، وليس من واحبنا العمل على تغييرها لاسيما أن كل جهد يُبذل مع القناعات المُتصلدة كهذه صفقة خاسرة بكل المقاييس .
ولأن النجاة مطلب ، والابتعاد عن طاولات النقاش الملغومة أهم وسائل السلامة من المواجهة المباشرة ، ولأن الحياة لاتحتمل مزيدًا من ضجيج العقول ، يبقى السبيل الوحيد لعبور للحظات القابلة للإنفجار الفكري إعادة رسم خارطة الأفكار اوالقناعات لتي انطلقت منها، ليس لأنها خاطئة تمامًا لكنها غير صالحة لمصافحة الأفكار الشائكة ، وحقنًا لدماء راحة بالك أدر ظهرك واتبع المسار الجديد الآمن ، وإن تفاقم الفقد لبعض الأشخاص إلا أن المكسب الحقيقي لك أن تخسرهم ولا تبالي .
وبنظرة عادلة لواقع الحياة اليوم ، ليس هناك متسعًا للمزيد من الضجيج ، أو الاختلاف المبني على تباين القناعات ، أو توليد صراعات أخرى واستحداث خلافات جديدة مع قريب أو غريب ، وصاحب الفطنة هو من يُدرك أن حياته يجب أن تبقى خالية من شوائب القناعات السلبية المُتمثلة في الاستثناءات العاطفية الغبية لهذا أو ذاك ، ومنحهم مساحة حرية كافية للعبث بصحته النفسية والجسدية ، لاسيما أرباب الابتزاز العاطفي الخفي يسخرون كافة طاقاتهم لإبقاء ضحاياهم تحت تخدير ( القلب الكبير الذي يجب أن يتسع لكل السيئين ) .
همسة :
لا أحد فوق راحتك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020