||
ضيف الله نافع الحربي
في كافة المجالات ، القيادة الناجحة هي الطريقة المُثلى للعبور الآمن ، وجزء من مفهوم القيادة الإدارة الجيدة والتي هي بمثابة الذراع الأيمن للقائد البارع ، ومن لم يمتلك مهارة القيادة فهو بحاجة ماسة ليكون تحت ظل قائد حتى لا تتعثر أيامه بالعشوائية وهشاشة القيادة ، لاسيما في ظل تسارع التغيرات الحياتية التي تتطلب مواكبتها والتعامل بلغتها حتى لا تفقد التواصل الفاعل مع ما يحدث من حولك وبالتالي تتصرف بعقلية مُغيبة تمامًا عن واقع الحال الذي فرض نفسه ، وجميعنا اليوم بحاجة للوعي اللازم الذي يمنحنا الاستعداد لكل مستجد يتطلب سرعة الاستجابة واتخاذ القرار ،و الاستجابة للمتغيرات الاقتصادية التي تتطلب إعادة النظر في إدارة الفرد للشأن المالي الخاص به هي الأولوية القصوى .فنجد أن البعض يشتكي من غلاء الأسعار ، لكنه لم يستجب لهذا الارتفاع ولم يُحدث أي تعديل على ثقافته الشرائية ، وبالتالي الاستفادة الجيدة من الدعم الحكومي الذي يُصرف لتخفيف تعبات هذا الغلاء على المواطنين .
ومع غياب الإدارة المالية الجيدة لدى الفرد والأسرة ، تتفاقم المُشكلات ، وتتزايد الاختناقات المالية ، وقد يصل الأمر إلى فقدان السيطرة ، وربما الدخول في دوامة الاقتراض بنسبة أرباح عالية تُكبل المقترض بإلتزامات تفوق قدرته وإمكاناته ،وحتى تتحقق الإدارة المالية الذكية التي نحتاجها اليوم علينا أن نعلم أن الترشيد في الإنفاق والاهتمام برفع نسبة الإدخار ، والتوقف التام عن أي إلتزامات إضافية جديدة مالم تكُن لضرورة قصوى ، لا سيما مع ارتفاع نسبة أرباح القروض البنكية ، مع وضع الخطط المالية قصيرة المدى ( خلال الأسبوع ) و توعية أفراد الأسرة بضرورة التقيد واستشعار متغيرات العصر التي تُمثل طوق النجاة حتى لا تغرق الأسر في الديون و الإلتزامات التي لم تكن لضرورة .
وما يبشر بالخير أن الوعي المالي اليوم لدى الأسر السعودية ارتفع عما كان عليه قبل سنوات ، وأظن أننا نسير في الطريق الصحيح، حتى الوصول إلى الوعي التام الذي يمكن كافة الأسر من العيش برخاء واستقرار ، لاسيما أن دخل الموظف السعودي الذي لم يُقحم نفسه في إلتزامات تفوق قدرته ، يكفيه ليعيش حياة كريمة ومريحة ،
همسة :
من لم يُدرك أهمية الضبط المالي الصارم في حياته ، فلن يهنأ بحياة مالية مستقرة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020