||

قلوب غير قابلة للكسر

25 فبراير، 2021

ضيف الله نافع الحربي

قد يسقط الإنسان ، وتنتهي آخر أحلامه مع دوي ذلك السقوط فيستسلم لما بعد ذلك ويتعايش مع وهم النهاية الذي صنعه لنفسه ، ليُصبح بيئة حاضنة للمشاعر السلبية ، مُصدرًا لها بإمتياز فيهلك بذلك من يؤمن بما آل إليه من سلّم نفسه لليأس والنهايات المبكرة التي لم يحن وقت استحقاقها في جدولة منطق الحياة ، وإن كنت مؤمن أن لانهاية في الحياة سوى نهاية واحدة وهي القدر المحتوم ” الموت ” عدا ذلك فلا نهاية ولا فصل أخير ولكن قليلٌ من يعي هذه الحقيقة الصعب على بعض العقول استيعابها ، لذا ثقافة النهوض والعودة للحياة بقوة البداية وأشد هي المحك الذي يفرّق بين شخص وآخر ، وكم قرأنا لأبطال قاوموا السقوط وسمعنا عن تفاصيل شارفت الإعجاز في التغلب عليها ، إلا الذات الإنهزامية والقلوب الواهنة التي قد يكسرها ما يكسر ريشة الطير ، وهنا الحديث عن نقطة الضعف التي تُسقط الإنسان من حيث لايدري ، فالسقوط بالدرجة الأولى هو سقوط معنوي وليس مادي عاطفي وليس حسي ، أسبابها الأولية والرئيسية عدم وضع الاحتمالات كافة ضمن خطط الإنسان وبالتالي الغياب التام للحلول البديلة حال حدوث ما لايتوقع الإنسان حدوثه .

وحتى تتجنب السقوط أو تخفف آثاره حال حدوثه اصنع قلبًا قويًا وليس قاسيًا فالقوة ليست في القسوة ، وروحًا صلبة وليست جدباء فقوة الروح في خصوبتها ، والسقوط المذكور آنفًا قد يكون ماليًا بخسارة المادة ، وقد يكون اجتماعيًا حين يسقط الإنسان بفكره و آراءه ، وقد يكون السقوط عاطفيًا وهو الأوسع انتشارًا لاسيما أن العاطفة هي الحلقة الأضعف لدى الكثير فيتسلل الخذلان عن طريقها وتتفاقم الخسائر من وراء التضحيات العمياء فتكسر القلوب الهشة وقد تُدمر حياة إنسان بكاملها لذات السبب إن كان ضعيفًا أدار ظهره لعقله واستقبل خُبث الخبثاء بقلبه الذي لايميّز ما وراء الظاهر الحسن ، ولكن البقاء دون السقوط هو فقط لتلك القلوب الغير قابلة للكسر ، التي امتزج بداخلها النبض المقنن بالعاطفة الذكية القائمة على حسن الاختيار القادرة على اتخاذ القرار حين يكون القرار هو الحل للخروج من دائرة الاستنزاف العاطفي لسبب أو آخر ومع أيًا كان ، أما من وقع في فخ الندب على الحظ التعيس أو أهدر عمره للحديث عن تفاصيل انكساره وخذلانه وفداحة خسارته ، وسط توعده بالانتقام أو الثأر ، فهو من أصحاب القلوب الهشة التي تحطمت حد الفتات وسقطت بضعف و وهن عجز صاحبها عن النهوض مرة أخرى ! ، قد نتفق جميعًا أن الحياة ليست غابة يأكل فيها القوي الضعيف ، ولكن في الوقت ذاته الحياة مدرسة ومن لم يتعلم كيف يكون قويًا بفكره يحمل قلبًا غير قابل للكسر فلا ينتظر انتصارًا يُعيد إليه قلب أُسقط بيد صاحبه .

همسة :

اجعل من العاطفة نقطة قوة لاضعف .

ردان على “قلوب غير قابلة للكسر”

  1. يقول عمر بن هادي جوهري:

    كلام جميل جدا يحفز إلى الأمل والتفاؤل..

  2. يقول صامل عتيق الله بن غيث البلادي:

    أشاطرك الرأي أستاذ ضيف الله وهذا الطرح الجميل فعلاً النهاية الحقيقية هي قدر الموت المحتوم على كل البشر وماعدى ذلك يستطيع الانسان منا النهوض مرة أخرى وربما أقوى من السابق باعتماده على الله سبحانه وتعالى ولاسواه وأن يعلم يقيناً أن مايكتبه الله في القدر يحدث لامحالة وعليه الرضى بذلك . مقال جميل وأنت الأجمل استاذي الكريم ويستحق القراءة 💐💐💐

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

18 أبريل، 2024
على أجنحة الشغف

ضيف الله نافع الحربي  في...

11 أبريل، 2024
العيد والذكاء الإجتماعي

  ضيف الله نافع الحربي ...

4 أبريل، 2024
دائرة الخطر الفكري

ضيف الله نافع الحربي  الوقوع...

28 مارس، 2024
هيبة ووقار الأثر

ضيف الله نافع الحربي  منذ...