||
الباحثة
أ. د . حياة مناور الرشيدي :
هي المدينة الساحرة الفاتنة بجبالها ورمالها ، تتميز بارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 700 متر، ولها عراقة تاريخها والكثير من المواقع الأثرية القديمة والتي تعود في تاريخها إلى أكثر من 300 سنة قبل الميلاد .
وهي نقطة التقاء قديمة بين حضارات الشرق الأدنى القديم وحاضرة ووجهة مهمة للتجارة القديمة لوقوعها ، آنذاك على طريق البن والبخور والتوابل ، وتميز موقعها الجغرافي .
وتشكّل ثروة وطنية وأكبر تجمع لآثار أقوام وحضارات قديمة .
وفي عهد الخير والبناء عهد الإنجازات والتميز عهد الملك المؤرخ سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب الرؤى المستقبلية الطموحة محمد بن سلمان حفظهما الله ، شيدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مسرح مرايا ، والذي بات المركز الرئيسي لفعاليات العُلا منذ انطلاق المهرجانات فيها .
وهو أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم ، حيث تبلغ مساحة واجهة المبنى الخارجية 9740 متراً مربعاً من المرايا. وبذلك دخل موسوعة غينس للأرقام القياسية ، حيث أن واجهته المغطاة بالمرايا العملاقة ، وذلك لتعكس سحر الطبيعة الخلابة في العلا التي تضم منطقة الحِجر، وهي أول موقع تاريخي في المملكة يدرج ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي .
الإرث التاريخي الحضاري الذي تميزت به العٌلا ما هو إلا جُملة من الثروات البيئة والطبيعية والتاريخية الموجودة في المملكة العربية السعودية ، والتي تُفسّر معالمها قصص وأحداث الحضارات القديمة داخل أرض الجزيرة العربية ، وهي مقاربة دلالية لرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – حيث قال : المملكة لم تستثمر سوى 10 % من إمكانياتها، وكل خطط المملكة تتركز وتتبلور حول : القوى والامكانيات الوطنية ، وليس لتكرار أي نموذج آخر في العالم .
رؤية ذات نظرة ثاقبة في ألا يكن البناء والتشييد في تكرار أو تقليد ، بقدر ما هو تحفيز على الابداع ، وأخذ الأفكار من الواقع الطبيعي الثري ، وأن يُستوحى من جمال الطبيعة المتنوعة المتناغمة والتي تستدعي الخروج بفنون تواكب عصرها متمسكة بأصالتها .
ولأهمية موقع العلا بحضاراتها المتنوعة وبمراياها التي عكست المناظر الجبلية الخلابة من حولها ، انعكس من خلال تلك الواجهة وقائع انعقاد القمة الخليجية 41 ، ولذلك دلالات متعددة يُتطلع من خلالها على انعكاس قوة التضامن الخليجي بقيادة رائدة حكيمة ، وتطلعات تعكس قوة العلاقة بين دول مجلس التعاون ، وأهمية التضامن الخليجي ، وأن تكون هذه القمة خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل للمنطقة .
لقد أقرت رؤية المملكة 2030 تسجيل المزيد من المواقع التراثية في المملكة في قائمة التراث العالمي .
ولأنها العروس بين الجبال كانت العلا نقطة التقاء الثقافة والتراث ، وبانشاء وإضافة صرح مثل مسرح مرايا ، عادت العلا في الظهور كمركز ثقافي عالمي يجمع بين الثقافة القديمة والفن الحديث .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020