||
بشاير الحربي
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
عندما أمرنا الله عز وجل باتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتناب ما نهى عنه لم يكن حديثًا يفترى؛ بل كان لإسناد حجة المعرفة عندما نُسأل عمَّا فرطنا، وسعياً إلى أن يُدرك الإنسانُ قيمة العلم، وأنها لا تقف عند حد معين حتى وإن كان ذو معرفة غنية وافرة، وعلى هذا عندما أتى موسى عليه السلام للخضر لم يدعي المعرفة؛ بل قال: (هل تُعلمنِ مما علمت رشدا)، فلم يستنكر الطلب؛ لأن شحذ الهمم للعلم لا يعرفه من يَعْلم ولا يُعلِّم؛ بل يعرفه من يسعى ويصبر ويُصابر على ما لم يستطع عليه صبرًا، وكان ذلك رد الخضر لمن طلب علمه بأن قال له: هل تستطيع الصبر على مالم تعلمه؟؟
وبدءا المسير سوياً ..
وفي القصة من الرسائل العظيمة لكل متدبر للقرآن: أن السؤال وعدم العلم والمعرفة لا تقلل من شأنك، ولا تصغر به مكانتك؛ بل تعطيك منزلة أعلى، ومرتبة أسمى، ومقامًا أرقى، فعلى ذلك سار وشكر من صبر عليه ليؤدي تلك الرسالة البليغة لنبي الله موسى عليه السلام.
فلا تقف أيها القارئ/ أيتها القارئة على شواطئ المعرفة؛ بل انهل من بحورها، واجعل لسان حالك ومقالك في شكر دائم لله جل وعلا على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى..
ومن الأهمية بمكان ؛ ضرورة التأمل والتمعن في رسائل القرآن ووصاياه في ثنايا سوره، ومن ذلك سورة الكهف التي حملت رسائل عديدة، وحكمًا بليغة، وكثير منا يكرر قراءة هذه السورة كل جمعة، ومن أوكد رسائلها ووصاياها: عدم الغفلة عن ذكر الله تعالى، ونسيان شكره في الرخاء والشدة، والضعف والقوة، واستحضار كرم اللطيف الخبير بنا دومًا، ورحمته التي تشمل كل جوانب الحياة، والتي يصرِّفها سبحانه جل في علاه وفق حكمته ومشيئته.
فلا تعتلي بمعرفتك ولا تراى الا أنك الأعلى وأنك المفضل فهي بــ لولا فضلا من ربك فالشكر والثناء لله دوام لكل ما حولك من نعم وافرة هي بفضل الله.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
احسنتِ المشر وجزاك الله خير علي كل كلمه كتبتيها ❤️
نقية القلب شكراً لمرورك الكريم اسعدني جداً🤍 امين ولكم اجر قراءتها