||
سهام القبي
@Vf6Oig
نسائم روحانية بدأت تهب علينا هذه الأيام ،نستشعر معها دخول أفضل شهر في السنة وأجلها منزلة عند الله ، وفي قلوب المسلمين ، إنه شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة ، والذي فرض الله فيه الصيام قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
لقد حباه الله بفضل كبير حيث تغلق فيه أبواب جهنم وتقيد المردة من الشياطين وتفتح فيه أبواب السماء للدعاء فتتضاعف الحسنات وترتفع الدرجات وفيه ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر، فيها تتغير الأقدار ، وتتبدل الأحوال ، يتحراها المؤمن ويجتهد فيها لينال من فضل الله فيها قال تعالى في كتابه الكريم
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
إن هذا الشهر غنيمة للباحث عن الرحمة ، والطامع في المغفرة ،والطامح في العتق من النار،وهي أمور تستحث المرء على عدم التفريط أو التقصير في حق هذا الضيف الخفيف ،ولكن عندما استرجعت ماحدث العام المنصرم وماقبله من فرض إجراءات احترازية بسبب جائحة كورونا فمنعت صلاة التراويح في المساجد والتي كانت تعطر مسائنا بتلاوة القرآن الكريم الذي يبعث في النفو الطمأنينة ، وتلاشي رؤية صفوف المصلين من مختلف الأجناس وهي تقف خلف الإمام خاشعة ،في منظر تخرله الجباه شاكرة وتعلو معه النفس وتزداد عزة وما حدث من تقليص عدد المعتمرين والحجاج ،وهؤلاء الأشخاص الذين وافتهم المنية قبل أن يدركوا هذه الأيام .
حقيقة أيها الأعزاء جعلني ذلك أعيد حساباتي مع ذاتي وأوجه لها سؤالا قبل أن أوجهه لكم :
هل ستمهلني الأقدار حتى أغتنم كل فرصة يمنحني إياها خالقي لأعود اليه تائبا مستغفرا ؟
فما أعظم المعنی في جملة :(غفر له ما تقدم من ذنبه)، حين تمحى ذنوبنا ، والصحائف المسودة بالغفلات تطوى، والزلّات والخطايا في مسيرة العمر الماضية يحلّ بها عفو الله، ويخلع المرء وشاح التقصير والتسويف ليغتنم السنين القادمة في مرضاة الله عزوجل فربما كانت جائحة كورونا منبه لكل غافل اشغلته الدنيا عن سبب وجوده الحقيقي في الحياة قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
بلغني الله وإياكم أحبتي صوم رمضان وقيامه،وجبر نفوس المنكسرين وروي ظمأ القلوب المتعطشة للعفو والرحمة، المتطلعة إلى المغفرة بعد أن لوثتها الذنوب، وارهقتها الغفلة، وطمست ضياءها.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
جميل اللهم بلغنا رمضان اعوم عديده ونحن وانتم في صحه وعافيه
اللهم آمين وانتم بصحة وعافية
رائع أستاذة/سهام 🌹
جميل ورائع ماكتب في هذا المقال فعلا على المسلم ان يتعاقد مع نفسه على ترك المعاصي وتصحيح مساره في هذا الشهر الكريم وان يكون كذالك طوال السنه وليس فقط في رمضان وان يكون رباني لا رمضاني شكرا لك على تذكرينا وشحذ هممنا استاذتي الكريمة.