||
سامية المغامسي
ماالمرأة إلا مخلوقٌ لطيف خرجت من بيت أهلها لتضيئ الحياة في بيت زوجها ، قاسمته الحياة لتكون شريكة معه فيها، أنجبت له الأولاد ليحملون اسمه لا اسمها، صبرت معه على القليل والكثير والحلو والمُر، لتسير الأمور بينهما على مايرام ، أفنت صحتها ووقتها وشبابها في خدمة الزوج والأولادليستقيم صرح العائلة.. تتعب وتجتهد وتُضحي ، ولاتريد شيئاً مقابل هذا ، فسعادة عائلتها هي البديل لسعادتها وفرحتها.
ولكن إن أردتوا لهذة الزهرة أن تظل مزهرة ومنعشة ومعطاءة فقط احرصواعلى سقايتها.
هل تعلمون ما سقايتها؟!
إنه التقدير؛نعم التقدير لعطاءها وتفانيها هو تماما ماتريده المرأة من الرجل، أن يُقدّر فعلها ولايجحده، لأن أعظم مايكسر قلب المرأة ويُبدل عطاءه إلى تبلد هو الجحود، الجحود لكل مافعلته.
ووالله لو أنك تُغرقها بالمال ولكن دون تقدير لجهدها ، لن تفرح بأموال الدنيا كلهالو كانت بين يديها ، فهي تريد فقط أن تعترف بجهدها ولا تستنقص معروفها.
ومابالكم بالمرأة التي تكبر داخل أسوار الأسرة لتُرمم تشققاتها على مر الزمن، ثم لا تلبث أن تستفيق على صدمة مثل ( نزوة من زوجها) أو زواجه عليها ، ليخبرها حينها بأنها كبرت ولم تعد تفي بالغرض، ماظنكم بقلب هذة المرأة آنذاك؟!
أنا لا أعارض ( التعدد)وليس لأحدٍ أن يعارض مسألة دينية مثل هذه، ولكن أريد أن أخبرك فقط أيها الرجل ، إن وجدت أن زوجتك غير مناسبة مثلا أو كانت لديك الجرأة في التعدد وتحمل المسؤولية والقدرة على العدل وهذا الأهم وهذا مااشترطه ديننا في التعدد ، فليكنْ ذلك من بداية رحلتكما سويا في هذة الحياة ، ليس بعد أن تعبت وضحت وكبرت معك ، تجازي فعلها بهذا الأمر.. لأنه ربما هي وقتها كان لديها المجال لترفض وتشق حياة جديدة مثلك، ولكن بعد أن تشيب معك تُخبرها بذلك.. إن هذا هو مايقتل الزهرة..
استوصوا بالنساء خيرا كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليكن الرسول عليه السلام هو قدوتكم في حسن صنيعه مع زوجاته ووفاءه لهن حتى بعد وفاتهن،
الرسول عليه الصلاة والسلام كان من أعدل الناس بين زوجاته حين التعدد!! فهل تسيرون على سنته وهداه..
ختاما…
المرأة تُزهر وتُشرق بالتقدير وتذبُل وتضمحل بالجحود والنكران…فأحسنوا سقايتها.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
عندما كنت على رأس العمل مديرا لمكتب التعليم كنت أقول اجعلوا من نشاطات المدرسة لطالبات الثانوية نشاطات حول مستقبل حياتهن الزوجية ، كما تعمل جمعيات الزواح والبر والتنمية الاجتماعية مع الشباب .. ليقيني أن الطرفين يحتاجان لثقافة أكثر ووعي كافي ، لفهم كل زوج للآخر ، أجد فيما أسمع وأقرأ أو أراه عن كثب أن المشكلة تبدأ من كون الرجل يعتقد الزوجة مثله في احتياجاتها النفسية وهي تستغرب تعامله .. إن مابلغنا من نصوص دينية عظيم ولاشك، لكننا بحاجة لفهمها وتطبيقها وبحاجة لمن يشرحها لنا ، المرأة رقيقة في لطف ، وسهلة في لين ، وصعبة إن غضبت ، سخية الطبع إن بذلت ، إكرامها كرم وخيرية واهانتها لؤم ومذمة ..
شكرا للكاتبة أثارت شجونا ، وأنهضت أمانيا ، وكله من أجل مجتمع أسعد وأقوى ترابطا .
كالعادة كاتبتنا المبدعة
جميع مقالاتك تلامسنا بشكل راقي و جميل
ابعدعتي بالعادة 🌹