||
أمـجــد بن سـفـر الهـذلـي
@molham__a
تم إطلاق اسم العصر الجاهلي على ما يقابل عصر الإسلام، في زمن ضلالة العرب، وعبادتهم الأوثان، فقد قيل: “إن هذا اللفظ حدثَ في الإسلام، للزمن الذي سبق البعثة النبوية”.ويطلق أصحاب السِّير والتأريخ اسم ”الجاهلي” على من لم يدرك الإسلام، و”الإسلامي” على من عايش البعثة النبوية، ولم تُدركه الجاهلية، و”المخضرم” على من أدرك أواخر الجاهلية وأوائل الإسلام. ولم يتّفق أهل التاريخ على تحديد بداية عصر الجاهلية ولا نهايته، فبعضهم يعيده إلى بداية البشرية، منذ سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ، حتى أن بعضهم يرى وجود جاهليتين، أخذاً من قوله -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، على أن الجاهلية الأولى: هي التي وُلد فيها إبراهيم ـ عليه السلام ـ، والأخرى: هي التي ولد فيها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
و العرب عرف عنها على العديد من المعارف، كان من أهمها: علوم الأدب والشعر؛ التي ارتبطت بها تفاصيل حياتهم الاجتماعية، فعقدوا لذلك الندوات والأسواق الشعرية ( سوق عكاظ ، سوق ذو المجاز ، سوق مجنة )
وتفاخروا في نظم القصائد، وتنافسوا في صناعتها، وعلّقوها في الكعبة الشريفة، إضافة إلى علم الأنساب الذي كان مادة لأشعارهم، وعلم الفراسة، وغيرها
لم يُنقل أن العرب كانت تفتخر بجمع المال والثروة، إنما كان الجود والإنفاق رأس مفاخرهم، وكذا الشجاعة، وإكرام الضيف والدعوة إلى نصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، والتحالف على ذلك. وكانت قيمة القبيلة وقدرها ترتفع بين العرب تبعاً لهذه الخصال الشريفة،فعن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (شهدتُ حِلفا في الجاهلية في دار ابن جدعان، لو دُعيتُ إليه اليوم لأجبت، ردُّ الفضول إلى أهلها، وألا يُقرَّ ظالم على مظلوم.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020