‏بشاير عبدالله الحربي

‏تختلف التعابير وتتفق المشاعر في هذا اليوم الذي يعود متألقاً كل عام في 23 سبتمبر لتبتهج به الأرض بأهازيج الفرح، وتتلألأ السماء حاملةً بأجمل الذكريات، وتعمَّ أرجاء الوطن المعطاء أفراح ومباهج تنشر عبقها وأريجها في قلب كل منتمٍ لها، بل وتتعداهم لقلب كلِّ محب لهذا الوطن الغالي.
‏ويعتبر هذا اليوم إجازة رسمية احتفالاً باليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، ومن ذات المنطلق الذي أدار به الملك عبدالعزيز شئون بلاده ومواطنيه يرحمه الله حذا حذوه، وسار على دربه لتحقيق هذه الرسالة جيلٌ تلو جيل، في ارتقاء وتسامٍ دائمٍ للعلاقات مع الأشقاء العرب والمسلمين بل والعالمين تربطها علاقات قوية مجتمعة على وفاق مستدامٍ، كما كان المؤسس -طيَّب الله ثراه- واضعًا نصب عينيه السلام والاعتدال والوئام المحلي والعالمي.
‏ومما يشهد على ذلك في واقعنا الحالي: الأوضاع التي عشناها سويًّا في جائحة كورونا (كوفيد ١٩)، والتي تلوح مودعة في رمقها الأخير، وتمَّ تخطِّيها رويدًا رويدًا بتوفيق الله ولطفه، ثم بفضل قوة العلاقة الإنسانية، فما أروع هذا الوطن ونحن نعيش معًا الثبات في أحلك الظروف، ماضون بثقة وتخطيط كما بدأ مؤسس هذا الوطن الملك عبد العزيز رحمه الله في وضع الأسس التي تجعلنا في المقدمة والواجهة لنرفع راية التوحيد مرفرفة تحقيقاً للرسالة السامية، رسالة التعايش والسلام والاعتدال الإنساني والعالمي قولاً وفعلاً.

‏ وتحت شعار: “هي لنا دار” نجدد الولاء والانتماء لولاة أمرنا وقيادتنا الرشيدة التي كافحت من أجل أن يحظى الجميع بالأمن والأمان..
‏”هي لنا دار” تخطينا الصعاب لعودة الحياة بالشكل المستقر، فهِمَّتُنَا في دارنا قمة، وأرض دارنا لنا همة تكتسي واحةً خضراء مشرقة لكلِّ من يفد إليها، وينعم في سحرها الخلاب، وعذوبة مناظرها التي تخطف الأنظار.

‏كل عام نرفع راية دارنا الخضراء معاً بطموحٍ يعانق السماء، وشموخ متطلعٍ دومًا للعلياء..