||
الكاتب/ مشعل الصبحي:
الرجال صناديق مغلقه..مثل دارج بيننا لكن هل الغموض صفة محمودة في الرجال، وهل تقبل المرأة غموض الرجل؟
هناك نوعان من الرجال اعتدنا على غموضهما وعدم الجزم بما يتحدثان به، وهما السياسي، والشاعر. ولكل منهما دوافعه وأسبابه المقنعة من- وجهة نظره على أقل تقدير- لكن الرجل الذي لا علاقة له بالسياسة ولا بالشعر، لماذا يلتحف الغموض؟
لعل السلوك الإنساني المتغير محكوم بدوافع عدة، منها الرغبة في حفظ ماء الوجه، وعدم الانزلاق في نقاشات ليست مجديه، ولربما للغرور أيضا دوره في ذلك، وربما ضعف التعبير أيضا له دوره، وعلى كل الأحوال لا يحق لنا الاندفاع برمي تفاسير قد تكون بعيدة عن الحقيقة، رامين بسوء الظن بالآخرين.
إن الصمت في مواضعه، والاستماع، والترفع عن الإسهاب في الحديث وسلب المجالس بكثرة الحديث، كل تلك الطباع طباع سوء، وهذا لا شك فيه، وأكثر الدوافع لتلك التصرفات هو إظهار المديح والجلالة أمام الآخرين، وهذا بدوره، يضع المرء محل الشفقه. ولو نظرنا إلى سيرة العظماء من الرجال الذين سطرهم التاريخ في صفحاته، لوجدناهم يتحلون بأهم ميزتين، وهما الصمت والغموض، إضافة إلى تمكنهم من مهارة الاستماع. وهذه الصفات الثلاثة مجتمعة تجد الرجال أكثر حظا فيها من النساء، فالمرأة كثيرة الكلام وخصوصا حين شعورها بالغيرة، والتي لا تكاد تخلو أيامها منها إلا من رحم الله. لكن ثمة حالات نفسية تدفع المرأة نحو لباس الصمت، والغموض والاستماع، وذلك حين وقوعها في براثن الحب، فهو الحالة العاطفية الوحيدة- من وجهة نظري- التي تجعلها تتصف بصفات القادة من الرجال في مراحله الأولى.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020