||
عماد عمر الطيب
@Emad21209
سيعتقد كل من يقرأ عنوان مقالي أن الكلام والمحتوى سيكون بطريقه فلسفية وأن المقال نخبوي ولا يستطيع فك رموز معانيه إلا الفلاسفة والمثقفين بدرجة عالية ، فأنا رجل بسيط ومن عامة الناس وأكتب بأسلوبهم لكي يصل صدى صوتي لأكبر شريحة منهم .
نعم أنا لا أتمنى ولا أرجو أن أكون غيري ولا أن أتمثل شخصية أحد أو أعايش ظروف أناس مختلفين عني لأن الله لو أراد لي شيء لهيأني لهذا الشيء لأني لو أعطيته وأنا على شخصيتي فلن يتواكب هذا الشيء مع معطيات شخصيتي ولن اتأقلم مع هذا الشيء مهما اعتقدت أنه جميل ولطيف وماتع إلا أنني لن اتقبله ولا أستطيع مجاراة حيثياته لأنه ليس لي .
لذا سأقف منه موقف المعجب به من بعيد وسأقول مثلما تعلمت في ديني الإسلامي أن أبارك وأذكر الله وأرجو النماء والبركة لصاحبه .
وهذا التصرف سيرضي نفسي وعقلي وقلبي وأكون سعيد جدا بما لدي وما وهبني الله من نعم وعليه سأعيش سعيد مدى الدهر .
ولكن هناك فئه عجيبة من الناس تجدها وقافة عند كل نعمة انعمها الباري سبحانه على عباده ويتمنى زوالها من صاحبها لكي تكون له ، وفي الواقع لو كانت له لما أعجب بها ولا تمناها أبدا لأنه في الحقيقة صاحب طبع حسود وينسحب هذا الطبع على كل نعمة يراها لدى الغير فهو لو رأى صاحب منصب لتمنى زوال المنصب من صاحبه ليتقلده هو وهو لايعلم مايكابده المسؤول من جهد وتعب وتفكير في اتخاذ قرارات مصيرية تؤثر في حياة ومصير الكثيرين ، فقط يرى مايلبسه المسؤول ومايسكنه وما يأكله .
لذلك لا تتمنى ولا ترجو أن تكون غيرك فقد وهبك الله على قدر قدراتك ومدى تحملك ألم يقل سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بعد أعود بالله من الشيطان الرجيم لايكلف الله نفسا إلا وسعها . صدق الله العظيم فهنا يقوم البعض بتفسير الآيه على محمل واحد فقط وهو أن الله لايكلف الإنسان بهموم ومصائب إلا على قدر ووسع طاقته الاستيعابيه لتلك الهموم والكروب ونسي أن استيعاب النعم يوازي استيعاب المصائب فمثلا عندما يعطيك الله مالا طائلا وأنت غير مهيأ ولاتوجد لديك مقدره لتنظيم وتوزيع هذا المال على مصارفه الطبيعيه فستجد نفسك وقد أحاطك هذا المال بالهموم والغموم ولتمنيت أنه لم يكن معك لأنه أصبح وبالا عليك وعلى دائرة حياتك وقس على هذه القاعدة عزيزي وعزيزتي القارئه ولاترجو أبدا ماهو بيد غيرك لأنك لن تستطيع الاستمتاع إلا بما وهبك الله من نعم تتوافق مع حياتك بطريقه ارادها الله وسبب أسبابها لك لتصل إليك وهيأك لتتعامل مع مجرياتها التي ستبدع في تنميتها وتطويرها فلا تنشغل بما هو أعلى أو أقل من مستواك فالله يعلم وأنت لاتعلم .
كلمتين ونص :
الحاسد يحسد والرازق يرزق مثل قديم يجب علينا تمثله والامتثال لمعانيه الكبيرة وننشعل بما في يدينا عن ماهو في يد غيرنا وأن لا نتمنى أن نكون غيرنا .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020