||
الكاتبة : سامية المغامسي
بعد كتابتي لمقالة ( أختي الكبيرة ..أحبها) وجدتُ التعليقات تنهالُ علي بوجدانيات عميقة تُعبر عن حب الأخوات والأخوان عموماً ، ولا أخفيكم أن بعض هذه التعليقات كانت مغلفة بعبارات الحزن والأسى لما وصل به البعض من انقطاع أو شبهه في علاقاتهم مع إخوانهم.. استفسرت لدى البعض عن السبب ، وكانت الصدمة أنها بسبب الأولاد..
كان الأمر محزناً بالنسبة لي وتساءلت هؤلاء الأبناء الذين يفّرقون بين الأم مثلا وإخوتها أو بين الأب وإخوته، ألا يعلمون أنهم كانوا في يومٍ من الأيام إخوة مثلهم يجمعهم بيتٌ واحد ، وأنجبتهم بطنٌ واحدة وأُرضعوا حليبٌ واحد..
لماذا يفطمون علاقاتهم الآن كما يُفطم الطفل من حليب أمه، وسؤالي الآن موّجه للأم أو الأب الذي يُقاطع إخوته من أجل أولاده… كيف طاوعك قلبك على فعل ذلك، هل ترضى في يوم أن تجد أولادك هذا حالهم يتقاطعون بسبب أحفادك ، إن كنت لا ترضى ذلك لابناءك وشعرت بالغضب الآن بمجرد أن وجهت لك السؤال فكيف ترضى بهذا الشعور أن يصل لوالديك اللذين سيغضبان جداً لهذة القطيعة التي مصدرها أبناءكم..
سأهمس لكم همسة.. إن بينكم وبين إخوتكم من الذكريات مايضاعف الذكريات التي بين أبناءكم الآن ،نعم .. لأننا أجيال لم يكن وقتها مهدور معظمه أمام الأجهزة كما الأجيال الحالية ، كانت أحداث يومنا كلها مترابطة بمواقفنا وذكريات عديدة لا نستطيع عدّها لأبناءنا الذين سيكونون سبباً لقطيعتنا، ألا تؤلمكم تلك الذكريات وتُشعركم بالحنين لإخوتكم ، كيف طاوعكم ذلك القلب على أن تُفضّلوا أبناءكم على إخوتكم، فوالله لكلٍ منهم مكاناً في القلب لا أحد يستطيع أن يستبدله بآخر..
ثم سأوجه لكم سؤالاً آخر…جربوا مثلا أنتم أيها الآباء والأمهات أن تنتقدوا أحد أبناءكم أمام إخوته وانظروا حينها للحمية التي ستشتعل من صدورهم دفاعاً لأخيهم أو أختهم ، وتأملوا حينها حالكم مع إخوتكم وأنا متأكدة من شعوركم حينها، لماذا نُقاطع نحن إخواننا في حين أنهم متمسكون هم بإخوتهم، أيُعقل أن الدم الذي يجمع بينهم أعمق أو أثقل من الدم الذي يجمع بيننا مع إخوتنا ، أم الحليب الذي رضعوه كان أجود من الحليب الذي رضعناه من أمهاتنا ، مالسبب؟!!
تأملوا حالكم مع إخوتكم وعودوا قبل فوات الأوان..
سأهمس إلى كل ابن او ابنة يتفوه بكلمة أو يساهم في قطيعة بين الأم وإخوتها أو الأب وإخوته.. والله لا أحد يعوض حنان الأم إلا الخالة والخال ولا أحد يعوض سند الأب وعزوته إلا العم والعمة..فقاربوا بين العلاقات وحافظوا على صلة الرحم وتذكروا دائما قدرة الله في الأحداث ، فكما أنت اليوم كنت سبباً في القيطعة بين والديك وإخوتهم ، فلربما غداً يرزقك الله بإبن يكون سبباً في قطيعتك مع إخوتك ، أو أن تكون القطيعة مصير أبناءك ، وأظن أن ذلك لايرضيك أبدا.. ( فكما تدين تدان) تذكر ذلك جيداً…
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020