||
عملية البناء هي الأصعب في طريق الوصول لموظف منتج يعول عليه في بناء المنظمة بصفة عامة (يستوي في ذلك منظمات القطاع الخاص والعام)، وأما الكيفية فنحن أمام تحدي كبير للظفر بمثل هذه النوعية من الموظفين. كيف لا ونحن قد وضعنا قطار الخصخصة والتحول على قضبان التغيير؟
لذلك سنحاول هنا سبر أغوار هذا الطريق الطويل، الشاق، الذي يحتاج من زاد التربية والتدريب الشيء الكثير والكثير جداً، ابتداءً من الأسرة الصغيرة وصولاً لمجتمع أكثر وعياً وبالتالي إنتاجية أفضل.
نريد موظفاً يحترم الوقت، ويملك قدرة على تنظيم العمل، وهذا يمثل حجر الزاوية في طريق بناء الموظف المنتج، فهو يتعلم ذلك من خلال الأسرة وفي جميع مراحل عمره كعضو فعال بعالمه الصغير (نوما، ودراسة، وترفيهاً)، وحتى لا يكون عبئاً وزحمة عددية في الشارع والعمل والمجتمع.
عاملاً مبدعاً (لا تابعاً مقلداً بلا هدف)، هنا لا بد من التأكيد على دور المنظمة في إيجاد البيئة المحفزة على الإبداع، حيث يبدأ ذلك من أول يوم عمل له في بيئته الجديدة بتعريفه بمسئولياته وصلاحياته، وطبيعة عمله، وذلك لا يمنع من الاستفادة ممن هم أكثر خبرة وعلماً ممن سبقوه.
موظفاً واعياً بحقوقه وواجباته من خلال ما يسمى “بالمسار الوظيفي” الذي يوضح المحطات العملية والوظيفية التي سيمر بها إلى أن يتقاعد، ولن يشعر العامل بالأمان الوظيفي وبالتالي الإبداع والتميز إلا إذا اطمأن إلى هذا المسار. وهذا مع الأسف مما يشكو منه كثير من الموظفين، حيث لا تهتم إدارات الموارد البشرية بذلك، فالموظف يوقع على عقد (ربما لا يقرأه الكثير) لتزيد نسبة التوطين دون النظر إلى الموظف باعتباره مورداً مهماً للمنظمة إذا أحسن تدريبيه وتوجيهه والاهتمام به وبحقوقه الإنسانية والوظيفية من أول يوم إلى آخر محطاته العملية(التقاعد).
ومن الأمور المهمة في بناء شخصية الموظف وجود نماذج معيارية ذات أسس علمية، تقيس إنتاجيته (تؤسس بشكل موضوعي لا شخصي) ومدى مساهمته في تحويل المدخلات إلى مخرجات ذات قيمة للعملاء، ومؤطرة بإطار زمني محدد، وكلما قلت هذه المدة، زادت كفاءة الموظف وفعاليته في تحقيق الأهداف المخطط لها.
نحتاج إلى أن نؤكد على أهمية الوقت وكيفية استغلاله للبناء المتدرج لشخصية هذا الموظف من المحضن الأول(الأسرة)، وصولاً للمحضن الكبير (المجتمع الوظيفي)، ولن يتحقق ذلك إلا تظافرت جهود مؤسسات المجتمع ذات العلاقة (الأسر، ومحاضن التربية والتعليم، والإعلام قديمه، وحديثه)، في بناء هذه الشخصية البناءة التي يعول ويبنى عليها المستقبل بإذن الله.
محمد سعيد الصحفي
@MohamadAlsahafi
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020