||

وللشعب السعودي الفخر والاعتزاز

25 مايو، 2021

لم تكن الشيم العربية في يوم ما محل تقليل أو تجرؤ ، وشيم العرب هي صفات توارثها العرب على مر العصور تمتد جذورها إلى الميثولوجيا العربية و القيم التي سادت العلاقات العربية-العربية شملت علاقاتهم العربية- الأعجمية.
شيم العرب خمسة حسبما تعارف عليها وهي إكرام الضيف , العفو عند المقدرة , إغاثة المحتاج نجدة الملهوف والفراسة ، وكل ما هو يحمل من صفات الإنسانية النبيلة .
لقد سطر ملوك المملكة العربية السعودية تاريخاً يشهد له القاصي والداني ، وهذه منة من الله وفضلاً .
ومن خلال تصفح كلمات نُقلت عن ملوك المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس – طيب الله ثراه – نجدهم في تعاملاتهم وحلمهم ما تعجز عنها الأقلام أن تسطره ، وفيها الكثير الكثير من المواعظ والعِبر قول للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود : أنا ملك بمشيئة الله ، ثم بمشيئة العرب، الذين اختاروني وبايعوني . على أنها ألقاب وأسماء ، فما أنا إلا عبدالعزيز، قال العرب إنني ملك ، فرضيت قولهم وشكرت ثقتهم . وفي اليوم الذي لا يريدونني زعيماً لهم ، أعود إلى الصف، وأحارب معهم بسيفي ، كأصغر واحد فيهم ، دون أن ينال نفسي شيء من الغضاضة. أنا بينهم الآن لأقيم حكم القرآن والسنة.
تلك من شيم العرب التي لم تجعل من ثقة الآخرين سيفاً يسلط على شعبه أو غيرهم . فأين زعماء العالم لينهلوا من مدرسة الملك عبدالعزيز الأخلاقية الإنسانية .
ومن أقوال الملك سعود رحمه الله : إن اجتماع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ولم شعثهم هو أعظم ما يجب على كل مسلم أن يعمل لتحقيقه ، وإنني أدعو المسلمين جميعا أن يجمعوا على الحق صفوفهم وأن يوحدوا كلمتهم وأن يكونوا كالبنيان المرصوص .
وجاء الفيصل رحمه الله وكانت مواقفه متممة لما سبق وتزداد المملكة العربية السعودية بمواصلة النهج الذي تركه المؤسس وتعاقب عليه من بعده أبنائه البررة ، ومن أقواله : يجب على المسلمين عامة وعلى العرب بصفة خاصة أن يتصلوا ببعضهم ، وأن يتفاهموا وأن يعتصموا بحبل الله.
ولم يكن عهد الملك خالد من بعدهم إلا تأكيداً على وحدة الصف ورعاية المصالح العربية والإسلامية على حد سواء ، ومن أقواله : لأن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف فإننا نحرص على بناء قاعدة اقتصادية قوية أساسها وقاعدتها الإنسان السعودي الذي نبني فيه القدرة على تحديات التعامل مع منجزات العصر ، تلك القدرة التي أصبحت في مستوى رفيع من الأداء. والقوة هنا لا تعني التسلط ولكن أن ترتفع المكانة للبلاد في ظل قيادة تحافظ على مقدرات شعبها ومكتسباته .
جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ، وكانت النقلات تتوالى ولم تتوقف وذاك من فضل الله تعالى ثم بالقيادات الرشيدة ، ومن أقواله : من رأى ما نحن فيه الآن من نهضة علمية و عمرانية و صحية ، وما كنا عليه في السابق عندما كانت بلادنا بلدا صحراويا لا يصدق بأنه خلال هذا الزمن القياسي قامت هذه النهضة المجيدة ، كل ذلك بفضل الله علينا ثم بفضل تمسكنا بكتابه المجيد وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم . وهذا قول يعزز الأصالة والتمسك بالثوابت ، ويظهر ما ترى عليه أبناء المؤسس من رقي وعزة دون أن يكون للغطرسة على الآخرين مكانا بينهم .
وكان عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، فيه اضاءات واعتزاز بكل ما هو يربط بعمق تاريخ البلاد ببداوتها جيلاً بعد جيل ، ومن أقواله : إن ما قمت به لا يعدوا أن يكون تفهما لهمومنا المشتركة وتعبيرا عن آمالنا الواحدة وتطلعاتنا جميعا لمستقبل زاهر بحول الله وقدرته نعبر فيه جميعا كشعب لمملكة التوحيد والوحدة والإنسانية عن لحمة الجسد الواحد والروح الواحدة والإرادة الصلبة الواعدة بعون من الله .
وها نحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه ، وهو الملك المؤرخ ، عهد يؤكد الاستمرارية والحرص بعزم وحزم ومن أقواله : يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية . وهي رسالة مهمة تلقي على عاتق الشباب ذكوراً وإناثا مهمة البناء والحفاظ على ما أسسه الآباء والأجداد .
ومن أقواله ما يؤكد الحرص على المواطن : إننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي، ونعقد عليه، بعد الله، آمالاً كبيرةً في بناء وطنه، والشعور بالمسؤولية تجاهه، إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، ونتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن . وبالفعل يثبت المواطن السعودي في المواقف بكل فخر واعتزاز تمسكه بقيادته والذود عنها بلا تردد .
وبالحمد تستدام النعم ، وفي ذلك قال حفظه الله مقولة فيها ترابط تاريخي : ملوكنا منذ عهد الملك المؤسس، والملك سعود ، والملك فيصل ، والملك خالد ، والملك فهد ، والملك عبدالله بن عبد العزيز(رحمهم الله) ، على نهج أسلافهم ووالدهم ، النهج الذي يجمع ولا يفرق ، وهذه الدولة ، ولله الحمد يسهر مُلوكها على مصالح شعبها ، فالحمد لله مُلوك متعاونون، وشعب مُتجاوب، وهذه نعمة من الله .
ولا يمكن أن أختم دون الاشادة بهمة القمة محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه ولي العهد الشاب الطموح ، وفيه من العزيمة والاصرار بتفاؤل الكثير ،  ومن أقواله : لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جداً، ويبقى فقط العمل. وطموحنا سوف يبتلع هذه المشاكل، سواء بطالة أو إسكانا أو غيرها من المشاكل . ومن أقواله : كل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء عظيم وشيء جديد، وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي، ورغبة وإرادة الشعب السعودي.
الثقة في الشعب السعودي كانت ومازالت وستظل بتاريخ وقيادة أصيلة .
 
 
أ. د. حياة بنت مناور الذيابي الرشيدي
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أم القرى
@hmfr2008

رد واحد على “وللشعب السعودي الفخر والاعتزاز”

  1. يقول احمد:

    ماشاء الله تبارك الله 👏👏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

3 يوليو، 2025
الخوف سجن بلا أسوار

ضيف الله نافع الحربي  في...

25 يونيو، 2025
السفر على طريقة الأذكياء

ضيف الله نافع الحربي   ثقافة...

19 يونيو، 2025
روح الهلال والظهور المُشرّف

ضيف الله نافع الحربي  ماقدمه...

12 يونيو، 2025
إن لم “تُثمن ما تقول”…

ضيف الله نافع الحربي  ليس...

أوراق أدبية