||
محمد بني فارس
@suleimanjojo
الشعبُ السعوديُّ ليس مجردَ مجتمعٍ يعيشُ على أرضٍ واحدةٍ، بل هو نموذجٌ فريدٌ يمزجُ بين أصالةِ القيمِ وعلوِّ الطموحاتِ، بين تراثٍ عربيٍّ متجذرٍ وتطلعاتٍ حضاريةٍ لا تعرفُ الحدود. هو شعبٌ تتحدثُ عنه أخلاقُهُ قبل إنجازاتِهِ، وتسبقُ سمعتُهُ مواقفَهُ، إذ جمعَ في شخصيتِهِ بين الكرمِ والشجاعةِ، وبين العلمِ والعملِ، ليكونَ رمزًا يُحتذى بهِ في عالمٍ يموجُ بالتغيراتِ.
لقد كان لي شرفُ الإقامةِ في هذا البلدِ الطيبِ لمدةِ سنتينَ أثناءَ دراستي لدرجةِ الماجستيرِ في جامعةِ نايفَ العربيةِ للعلومِ الأمنيةِ. وخلالَ هذه الفترةِ، ومن زياراتي المتكررةِ وتواصلي مع العديدِ من الأصدقاءِ السعوديينَ، لمستُ عن قربٍ تلكَ القيمَ الأصيلةَ التي يتحدثُ عنها الجميعُ. وجدتُ في أهلِ السعوديةِ القيمَ العربيةَ الأصيلةَ في أبهى صورِها، تلكَ القيمَ التي تناقلتها الأجيالُ من صميمِ التراثِ العربيِّ، لتظلَّ شاهدةً على عظمةِ هذا الإرثِ الحضاريِّ.
الكرمُ السعوديُّ ليس فعلًا عابرًا أو مجاملةً مؤقتةً، بل هو أسلوبُ حياةٍ يعكسُ سخاءَ النفسِ وصفاءَ القلبِ. هو ذلكَ الاستقبالُ الحافلُ الذي يتجلَّى في كلِّ بيتٍ سعوديٍّ، حيث تُفتحُ الأبوابُ كما تُفتحُ القلوبُ. وكم شعرتُ خلالَ إقامتي بينهم أني لستُ غريبًا، بل جزءٌ من أسرةٍ كبيرةٍ تحتضنُ كلَّ من يعيشُ على أرضِها.
أما الوفاءُ، فهو من أسمى الصفاتِ التي تظهرُ في كلِّ علاقاتِهم، وهو جزءٌ لا يتجزأُ من القيمِ العربيةِ التي توارثتْها القبائلُ جيلًا بعد جيلٍ. الوفاءُ عندَهم ليس مجردَ كلماتٍ تُقالُ، بل أفعالٌ تُترجمُ. هو إخلاصٌ للوطنِ، وللقيادةِ، وللأصدقاءِ.
الشجاعةُ والشهامةُ هما من أبرزِ سماتِ العربيِّ الأصيلِ، وقد رأيتُ هذه القيمَ تتجلَّى بوضوحٍ في أبناءِ السعوديةِ. في المواقفِ الصعبةِ، تجدُ السعوديَّ كالطودِ الشامخِ، لا تهزُّهُ الرياحُ، ولا يثنيهُ التحدي.
ومع كلِّ هذه الصفاتِ، يظلُّ التواضعُ تاجًا يُزيِّنُ شخصيتَهُ. الإنسانُ السعوديُّ، مهما علا شأنُهُ وارتفعَ مكانُهُ، يظلُّ بسيطًا قريبًا من الناسِ، يتعاملُ بإنسانيةٍ وأدبٍ.
لكن الشعبَ السعوديَّ لم يتوقفْ عند حدودِ الأخلاقِ والقيمِ، بل جعلَ من التعليمِ والثقافةِ جناحينِ يحلِّقُ بهما نحوَ المستقبلِ. من الجامعاتِ التي أصبحتْ مناراتٍ علميةً عالميةً إلى الباحثينَ الذين يتركونَ بصماتِهم في كلِّ المجالاتِ، أثبتَ هذا الشعبُ أن العلمَ هو أساسُ التقدمِ.
ولا يمكنُ الحديثُ عن الشعبِ السعوديِّ دونَ الإشارةِ إلى خدماتِهم الجليلةِ للحجاجِ والمعتمرينَ. إن ما يقدِّمونهُ لضيوفِ الرحمنِ هو نموذجٌ فريدٌ للعطاءِ والبذلِ، حيثُ يضعونَ كلَّ إمكانياتِهم في خدمةِ الحاجِّ والمعتمرِ، من تسهيلِ الإجراءاتِ إلى توفيرِ الراحةِ لهم.
أما الحضارةُ، فهي الحلمُ الذي حققوهُ بعملِهم وجهودِهم. مدنُهم التي كانت يومًا واحاتٍ في الصحراءِ أصبحتْ اليومَ مراكزَ حضاريةً عالميةً تنافسُ كبرى مدنِ العالمِ.
الإيمانُ باللهِ هو جوهرُ حياةِ الإنسانِ السعوديِّ، ودينُهُ هو مصدرُ قيمِه. الدينُ ليس شعائرَ يؤديها فحسبُ، بل منهجُ حياةٍ ينعكسُ في صدقِهِ وأمانتِهِ وحبِّهِ للخيرِ.
هذا ليس رأيي فقط، بل هو رأيُ كلِّ من عرفتُهم في وطني الأردنِ من الذين أقاموا وعملوا في السعوديةِ، أو ممن تسنَّى لهم مخالطة هذا الشعبِ العريقِ. فالشعبانِ الأردنيُّ والسعوديُّ يجمعُهما روابطُ المحبةِ والأخوَّةِ، ووحدةُ العاداتِ والتقاليدِ، في ظلِّ تاريخٍ مشتركٍ وأهدافٍ واحدةٍ.
أسألُ اللهَ العظيمَ أن يحفظَ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ، وطنًا عزيزًا وقيادةً حكيمةً، وشعبًا طيبًا أصيلًا، وأن يديمَ عليهم الأمنَ والأمانَ، والرخاءَ والاستقرارَ، وأن يباركَ في أرضِهم وأهلِها.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
كل الشكر لشخصك أ/محمد
أما الكرم فحروفك وأما الشجاعة فكلماتك وأما الوفاء فعباراتك
والحمدلله اننا مُسلمين وأرضنا مهبط وحي ولسنة النبي متبعين ونسأل الله نتخلق بأخلاق الدين
ثم الحمدلله الذي أكرمنا بشرف اننا سعوديين
والحمد لله الذي ولّى علينا حُماة التوحيد وخُدَّام الحرمين من نحن وإياهم كالجسد الواحد هم منَّا ونحنُ مِنهُم نُحِبهم ويُحبُّوننا آدام الله أمننا وإيماننا وألفتنا ✍🏻