||
الكاتب/ مشعل الصبحي
عندما قررت أميركا العبث بالشرق الأوسط وأطلقت الخريف العربي في العام ٢٠١٤ بهدف تفتيت دولنا وخصوصا السعودية ومصر ونهب ثرواتها، نجحت- إلى حد ما- مستعينة بخناجر من داخل أمتنا كنا قد مددنا لها يد العون لسنوات طويلة، فكانوا الخنجر المسموم الذي طعن خاسرة الأمة العربية، لكن السعودية هي البلد الوحيد الذي وقف في وجه هذا المشروع الغربي الخبيث فاحتضنت مصر وبدعم الإمارات الشامخة، نجت بحمد الله مصر، فالتقى هذا المثلث العربي السعودية ومصر والإمارات.
كون هذا الثلاثي تحالفا استراتيجيا قويا، فأغلق كل الثغرات التي يتنفس خلالها الغرب بأدواته تركيا وإيران، فكان حصنا حصينا لدول الخليج ومصر، ثم انطلق بالبناء. ففي الوقت الذي تساقطت فيه أوروبا وأمريكا تحت أقدام كوفيد ١٩ نجد أن مصر حققت أكبر الإنجازات التنموية المعلنة وسبق دولي بتجاوزها جائحة سفينة السويس، فيما غزت الإمارات برحلتها العلمية للكوكب الأحمر، وفتحت خط إنتاج للقاح الصيني كأول خط إنتاج لقاح كورونا بالمنطقة، أما في السعودية، فيكفي النجاح العالمي الذي يدرس في كافة العالم من خلال التعامل مع جائحة كورونا والسيطرة عليه بفضل الله، وكذلك إنجاز التعليم عن بعد، وإعلان ولي العهد مؤخرا عن برنامج شريك. هذه القوة التنموية والاقتصادية والعسكرية والعلمية، أسقطت كل محاولات الدسائس التي تحاك ضدنا، فحاق المكر السيء بأهله، ومن ينظر اليوم في الوحل الاقتصادي الذي غرقت فيه تركيا وإيران ومن دعمهم ضد منطقتنا، علم يقينا أن المستقبل السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، تمسك بمفاتيحه ثلاثي الشرق الأوسط.
لقد فطن لذلك المعسكر الشرقي، فاستوعب الرسالة، فعكفت الصين وروسيا على بناء تحالفات استراتيجية مع التحالف العربي، وهو ما جعل أوروربا وأميركا تعيد حساباتها وتتراجع مرغمة عن مواقفها من خلال تصريحات كبار المسؤولين هناك بين الفينة والأخرى.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
تسلم الأنامل اللتي خطت هذه الكلمات