||
أشواق شتيوي
@ASHWAG_SHETEWI
تُعتبر الأسرة اللبنة الأساسية للمجتمع، فهي المحضن الأول الذي يشكل شخصية الفرد ويوفر له الدعم العاطفي والاجتماعي اللازم لنموه وتطوره. لكن في بعض الأسر، تؤدي الصراعات إلى تفكك الروابط العائلية وزرع الشقاق بين أفرادها، مما ينعكس سلبًا على تماسك الأسرة وصحة أبنائها النفسية.
يعد استخدام الأبناء كأدوات في الصراعات الأسرية من أسوأ السلوكيات التي يمكن أن يمارسها الآباء، لما له من آثار مدمرة على الصحة النفسية للأبناء.
يبدأ هذا السلوك غالبًا من الصراعات بين الزوجين، حيث يُستخدم الأبناء كوسيلة ضغط أو سلاح في النزاعات الشخصية.
وقد يقوم أحد الوالدين بتحريض الأبناء ضد الطرف الآخر، مما يؤدي إلى انقسام الأسرة إلى معسكرات متناحرة.
في بيئة مشحونة بالتوتر المستمر، يفقد الأبناء الثقة في والديهم اللذين يُفترض أن يكونا مصدر الأمان والحنان. إن زرع الشقاق بين الأبناء لا يؤدي فقط إلى تدمير الروابط العائلية، بل يترك أيضًا جروحًا نفسية عميقة يصعب الشفاء منها.
تعيش الأسرة في حالة من الفوضى العاطفية، مما يعيق نمو الأبناء الاجتماعي والعاطفي ويجعل من الصعب عليهم تكوين علاقات صحية ومتوازنة.
تتسبب هذه الصراعات في تعليم الأبناء أن الحلول تأتي من التفكك والعداوة، مما يعزز احتمال تكرار هذا النمط السلبي في حياتهم المستقبلية. كما تؤدي البيئة المليئة بالصراعات إلى تدمير الروابط الأسرية، حيث يصبح التواصل بين أفراد الأسرة ضعيفًا ومبنيًا على الشكوك والضغائن، مما يفقد الأبناء شعورهم بالانتماء والهوية العائلية.
على المدى البعيد، قد ينقل الأبناء الذين نشأوا في بيئة مليئة بالصراعات والشقاق نفس الأنماط السلبية إلى أسرهم المستقبلية، مما يؤدي إلى استمرار دورة الصراعات عبر الأجيال.
للتصدي لهذه المشكلة، يجب على الآباء والمجتمع أن يعملوا معًا للحفاظ على بيئة أسرية صحية وآمنة. يتطلب ذلك وعيًا وجهدًا مشتركًا من الوالدين والمجتمع لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المتضررة.
فقط من خلال الوعي والعمل المشترك يمكن ضمان نشوء الأجيال القادمة في بيئة تعزز قيم الحب والاحترام والتفاهم المتبادل.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020