||
أشواق شتيوي
@ASHWAG_SHETEWI
كثيرًا ما نمر بأوقات تأمل صامتة، نبحث فيها عن مرآة تعكس لنا بصدق الحقائق المحيطة بنا.
في هذه الأوقات، ندرك أن العلاقات التي نحيط أنفسنا بها ليست مجرد روابط سطحية، بل تحمل دروسًا عميقة عن ذواتنا وتحررنا من أوهام التعلق التي تقيدنا.
عندما يرفع الله غشاوة التعلق عن أعيننا، نرى الأمور وكأننا نرى النور لأول مرة.
نكتشف أن العديد من الناس من حولنا لا يحبوننا لذواتنا الحقيقية، بل يحبون الصورة التي نسجوها في مخيلاتهم عنا.
هذه الصورة تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم، دون أن تعكس حقيقتنا الصافية.
تُعد هذه اللحظة نقطة تحول، تدفعنا لاكتشاف ذواتنا الحقيقية وتطوير استقلاليتنا.
من الضروري أن ندرك أن قيمتنا الذاتية لا تتحدد بآراء الآخرين فحسب، بل تنبع من جوهر كياننا وقدرتنا على تقدير هذه الآراء، ومن مبادئنا وقيمنا وأحلامنا.
إن فهم هذه الحقيقة يفتح لنا طريقًا للتحرر من سجن التوقعات الاجتماعية والتعلق المفرط بالآخرين.
قد يجلب هذا الإدراك شعورًا بالوحدة والقلق، لكنه يحمل أيضًا بذور القوة والوعي العميق.
تقبل الواقع كما هو، وأدرك أن هناك من لن يحبك كما أنت.
لكن هذا لا يعني أن تغير نفسك لإرضائهم وتفقد هويتك.
كن صادقًا مع نفسك، وعش حقيقتك بكل تفاصيلها، واسمح لنفسك بأن تكون كما أنت.
راجع العلاقات التي تدفعك للتصنع وتحيطك بالنفاق والمكائد.
حافظ على الأشخاص الذين يقبلونك بوعي حقيقي، والذين يشعرك وجودهم بالأمان والراحة.
هؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا جزءًا من رحلتك، لأنهم يعززون نموك وتطورك دون استنزاف طاقتك.
من هذا المنطلق، يُعتبر هذا الإدراك فرصة ثمينة لتطوير ذاتك وتحقيق التوازن بين الاعتماد على النفس وبناء علاقات إنسانية صحية.
اعمل على تحسين شخصيتك وتنمية مهاراتك، فكلما زادت ثقتك بنفسك، قلّ اعتمادك على تأكيدات الآخرين، وازداد إدراكك لقيمتك الحقيقية.
بتوجيه من الله، ستجد طريقًا مليئًا بالنور والاتزان، طريقًا يتيح لك السلام والسكينة في علاقتك مع الله، تلك العلاقة الثابتة رغم تقلبات الحياة وتغير الأشخاص.
في نهاية المطاف، ستكتشف أن السلام الداخلي ينبع من معرفتك العميقة بقيمتك وقدرك الحقيقي.
تأخذك هذه الرحلة نحو النور والحقيقة والذات إلى إدراك أن الحياة أعمق وأجمل مما كنت تتصور، وأن القلق الذي شعرت به ما هو إلا خطوة نحو حياة أكثر وعيًا وثراءً.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020