||
مشعل الصبحي :
تحدثوا عن اينشتاين بقصة استوقفتني!
فعندما تقدّم به العمر ولامس السبعينيات من عمره، كان طلابه يسألونه وهو لا يتذكر الإجابات، فقالوا له: كيف لا تعرف الإجابات وأنت إينشتاين العظيم؟؟
فقال لهم: هذه الأسئلة التي سألتموها، أليست في الكتب؟ قالوا: بلى، قال: إذاً ابحثوا عنها هناك، وإسألوني عن أشياء ليست في الكتب.
البحث عن المعلومة فن وإبداع، وانتهاز الفرص والوقت لكسب المزيد والجديد من المعارف هو العلامة الفارقة بين طالب العلم والمحسوب على طلب العلم ، وهذا ما أراد هذا العالم إيصاله لطلابه، بأن يستغلوا تواجده معهم في البحث عن الجديد من المعرفة، لا القديم الذي رماه بين دفوف المراجع والكتب.
إن كسب المهارة، أهم كثيرًا من كسب المعرفة، ومن جمع بينهما فقد أفلح.
واليوم ننظر في الكثير من شبابنا وبناتنا في المراحل الدراسية المختلفة، يفتقدون إلى المهارات الحياتية، والبحثية، لكن بنفس الوقت يجمعون كمَّاً كبيرًا من المعلومات أكثر من معلميهم لتوفر الأجهزة الذكية وسهولة الحصول على أي مجال معرفي، ويتضح ذلك في الفرق الكبير بين محصلة الطلاب في اختبارات قياس، وبين درجاتهم المرتفعة جداً جداً في المواد الدراسية، فالفجوة محيرة جداً ، إذ تجد طالب متخرج بنسبة ٩٣% من الثانوية، وفي اختبار القدرات لم تتجاوز درجته ٥٥، والحال يتكرر مع المتقدمين على الوظائف التعليمية من خريجي وخريجات الجامعات. هذا الأمر استدركته وزارة التعليم، فأطلقت حزم كثيرة لتلافي ذلك والخروج بجيل يمتلك مهارات ويستطيع توظيف المعلومات، فكانت زيادة حصص الرياضيات والعلوم في المرحلة الابتدائية، وزيادة الأقسام في المرحلة الثانوية وغير ذلك.
إن التطور السريع اليوم والذي بدأت تدرك أهميته قيادة بلادنا، كان السبب وراء التغييرات الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية للبلاد، والمتمثلة في رؤية ٢٠٣٠ التي أبهرت العالم فأشاد ببرامجها وجدية العمل بها، فأدرك الجميع أن السعودية ليست هي التي بالأمس، وستكون الأفضل غداً .
للتواصل مع الكاتب/
@mshalalsobhe03
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020