||
بشاير الحربي :
العواطف التي يحتاجها الانسان على كافة أصعدة الحياة واجب عليه تصريفها كما هو معروف بالفطرة والتربية السوية و كما حُل له الشرع وفق ضوابط إسلامية سليمة لا تُخل بها موازين الحياة الطبيعية ، ويجب على الانسان أن يدرك أن بلوغ غاية أركان هذه العواطف “بالإحسان” في اختيار صرفها بالشكل الصحيح وقد تطرق العلم كثيراً في مثل هذه الأمور وحكمة المنطق تقول أن الفراغ قاتل ويسبب فجوة عميقة تقود الانسان الي الكثير من الأخطاء المؤذية ، و آفات الفراغ في أحضان الجهل تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم بقع سوداء في العقل قد تدمر الانسان إلى حيث لا يعلم. كيف ولماذا حصل هذا؟
سببه وحيد لم نحسن ملئ فجوات الفراغ بما يجعلنا نقي أنفسنا شر اللوم الذي يزيد من سوء الحال.
فلقد قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه إذا كان الشغل مجهدة، فإن الفراغ مفسدة.
وعلى ذلك نقول إن ضيق الحياة التي نشعر بها في أوقات نفقد بها السعادة فيما يحيطنا سببها الأساس هي البداية الخاطئة في توجيه الدوافع بشكل غير سليم وبذلك تكــن حياتنا فوضوية لا شيء قابل للإصلاح خاصة تلك المائلة التي اعوجاجها طال في الاستمرار به من غير أن يكون هناك التفاته لها لمعالجتها.
فالعمر يمضي والساعات لا تتوقف فاستغلال ذلك مسؤولية مناط بها كل فرد كلف بحياة خلق به حر مسئولا عن التغذية التي يغذي بها عقله ويسقي بها بيئته.
ومن عجائب قراءة القرآن أن يهذب تعاملك في حياتك وينير لك الطريق ويقف حاجز بينك وبين الأخطاء التي تقودها النفس وذكر في القران الكريم ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ “والمقصود في ذلك أن النفس مهما كان إيمانها ليست معصومة من الوقوع في الخطأ والزّلل إلا من اصطفاها رب العباد فلذلك علاقتك بربك هي إرشاد وتوجيه لك في كبح تصرفاتك وردعها عن الأفعال التي قد تسئ لمجمل حياتك لأنك المسئول عنها الوحيد.
ولعلنا في هذه المقالة التي قد تلامس كل من يقرأها أضيف عليها
أن الانسان يميل إلى أن يرشد ويسترشد في هذه الحياة فكن رفيق لمن يأخذ بيدك لا يضلك وينيُرك لا يهوي بك في بقعة ظلما لا نور بها.
ومن الاقاويل : أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ولعلني اضيف أن مالم تهذب سيفك فسوف يجرحك ولا تجني إلا الضرر المؤذي لك ولمن حولك .
سطور قلمي:
لا تنظر إلى حديقة قاحلة لا تسقي أرضها جرداء ثمارها متساقطة وانظر إلى خضرةً تملئ أرضها وتثبت ثمارها وتعجب كيف لها أن تروي من يتأملها.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
يعطيك العافية
اللهم امين ، الله يعافيك
سلمتِ أستاذة بشاير على الطرح الجميل ، شمولية المقال لعدد كبير من محاور الحياة إن صح التعبير في عدة سطور أدّى إلى ازدحام المعاني واحتوائها بكل جوانبها .
سلمك الله ، مرورك تعليقك محل اهتمام وهذا التوفيق من الله .
جزاكم الله خير على قراتكم سطوري ووضع تعليق بناء للافضل دائماً.